strong>«الفريــــق المتفـــرّد والآخـــر المقاطـــع مســـؤولان عـــن تفكـــك البلـــد»
ألّح مجلس المطارنة الموارنة على «تغليب روح الوفاق حتى يجري الاستحقاق الرئاسي في حينه بحسب الدستور اللبناني». ورأى «أن إصرار المعارضة والموالاة على موقفيهما يضع البلد بأكمله في مأزق كبير»، محمّلاً «الفريق المتفرّد والفريق المقاطع» مسؤولية التفكك.
عقد مجلس المطارنة اجتماعه الشهري في بكركي أمس، برئاسة البطريرك الماروني نصر الله صفير، وأصدر بياناً ركّز على موضوع الاستحقاق الرئاسي، فرأى أن «الوضع العام الذي يتخبط فيه لبنان لا يدعو إلى راحة البال، وبخاصة الاستحقاق الرئاسي الذي ينتظره اللبنانيون وأيديهم على قلوبهم لشدة ما بينهم من تجاذب، بين جماعتَي الموالاة والمعارضة»، مكرراً دعوته وبإلحاح إلى تغليب روح الوفاق، حتى يجري الاستحقاق في حينه، بحسب الدستور اللبناني.
وإذ رأى المجلس «أن إصرار كلتا الجماعتين على موقفها يضع البلد بأكمله في مأزق كبير، وشلل تام»، منبهاً إلى أن هذا الأمر «من شأنه أن يعطل، لا النظام الديموقراطي الذي يتميز به لبنان وحسب، بل أن يودي بلبنان إلى تفكك لم يسبق أن واجهه من قبل، وهذا مسؤول عنه، سواء الفريق الذي يتفرّد أم الفريق الذي يقاطع عملية الانتخاب»، مشيراً إلى أن «المسؤولية الأخيرة تقع على مجلس النواب، وهي مسؤولية تاريخية أمام الله والضمير والوطن».
ولفت المجلس إلى «أن هذا الجو من القلق الذي يسود البلد حمل العديد من اللبنانيين، وبخاصة الشباب والفتيات من بينهم، وهم زبدة المجتمع اللبناني، إلى الهجرة القريبة في البلدان العربية، ولكنها لا تلبث أن تصبح هجرة بعيدة تحملهم إلى الولايات المتحدة وكندا وأوستراليا، وهذا من شأنه أن يفرغ البلد من سكانه، سنة بعد سنة»، مؤكداً أن «عامة الشعب في لبنان كفرت بأهل السياسة، وأصبح جلّ ما يهمها خبزها اليومي ورواتب أبنائها الدراسية، وهمومها اليومية بفعل موجة الغلاء المستفحلة وانتفاء فرص العمل والشلل الاقتصادي».
وتطرق المجلس إلى ما سمّاه «السجن» «الذي أجبر بعض النواب على الإقامة فيه، ولو كان فندق فينيسيا ذي الخمس نجوم، وهم في حالة خوف واضطراب، فضلاً عن الذين لجأوا إلى الإقامة خارج لبنان»، مشيراً إلى أن «كل هذا يدل على مدى التدهور الذي أصاب لبنان، والذي يجب الخروج منه في أقرب وقت، إذا أردنا أن نبقي على هذا البلد ونستعيد ماضيه الزاهر».
وختم المجلس بيانه بالقول: «أما وقد بلغت الأزمة ذروتها، فيجب أن نوجه أنظارنا إلى السماء، وبخاصة في هذه الفترة الفاصلة بيننا وبين الموعد الأخير للانتخاب الرئاسي، لنسأل الله بصلاة حارة أن ينير سبلنا وسبل ذوي الإرادات الطيبة، إلى ما يجب أن نسلكه من طريق يفضي بنا إلى خلاص مأمول».