واشنطن ـ محمد سعيد
أعرب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش، عن خشيته من رفض رئيس الجمهورية إميل لحود مغادرة قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته.
وقال في جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية الفرعية عن الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس النواب الأميركي، إن «انتخاب الرؤساء في الدول الديموقراطية يتم بالأغلبية لا بثلثي الأصوات». ورأى أن «انتخابات رئاسية ناجحة في لبنان أولوية للولايات المتحدة»، مؤكداً أن موقف الحكومة الأميركية هو عدم تزكية مرشحين معينين، «لكننا نتوقع أن ينتخب اللبنانيون رئيساً غير تابع لقوى خارجية ولا لجماعات إرهابية، ويطبّق قراري مجلس الأمن 1559 و1701».
واتهم «الرئيس لحود و«حزب الله» والمعارضة والحكومة السورية من خلفهم بمنع الانتخابات الديموقراطية»، متوقعاً أن «يقاطع المعارضون البرلمانيون الانتخابات». وقال: «سننتظر ما سيحدث في هذا الشأن. ربما يرفض الرئيس لحود التنحي عندما تنتهي ولايته، أو تنشأ حكومة ثانية في بيروت». كما اتهم ولش إيران أيضاً بالتدخل في الشأن اللبناني، وهو أمر أيّده فيه رئيس اللجنة غاري أكرمان، الذي وصف الوضع في لبنان بأنه على «حافة الهاوية»، مشيراً إلى أن حكومة فؤاد السنيورة، التي قال إنها تمثل الأكثرية في مجلس النواب، «تتلقى دعماً من الغرب، وخاصة الولايات المتحدة». ورأى أن نجاح ما سمّاه ثورة الأرز «سيكون له تأثير كبير على انطباع المنطقة تجاه قوتنا ونفوذنا وقدرتنا على حماية أصدقائنا وحلفائنا». وأضاف أن «الفشل في حماية لبنان سيقوّض صدقيتنا في منطقة ليست مستقرة» .
وكرر ولش القول إن الولايات المتحدة وحّدت المجتمع الدولي على ضرورة قيام «انتخابات حرة، نزيهة ومستقلة، وبتوقيت وفقاً للدستور، دون تخويف أو ترهيب»، مشيراً إلى أن ذلك «لا يهدّد أحداً، وليس موجّهاً ضد أي بلد في المنطقة»، لافتاً إلى أن هذا بدا واضحاً في اللقاء الذي جمع بين الرئيس جورج بوش ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث اتفقا على الموضوع اللبناني. وقال: «لذلك، فإن شراكتنا مع الفرنسيين مهمة».
ولم تخلُ الجلسة من انتقادات وُجّهت إلى السياسة الأميركية تجاه لبنان والمنطقة. وقال العضو الديموقراطي في اللجنة، ديفيد سكوت، إن «حزب الله» ساعد من فقدوا منازلهم خلال حرب تموز، وإنه يجري وصف محاولاتهم في إعادة الإعمار والمساعدات بأنها أكثر فاعلية وكرماً من جهود الحكومة اللبنانية، متسائلاً عما إذا كان حلفاء الولايات المتحدة في لبنان قد أصبحوا خارج المنافسة. وقال إن الولايات المتحدة تقول إن «أموال حزب الله من إيران، وإن الحكومة يدعمها المجتمع الدولي برمّته. والسؤال هو: هل مصالح إيران أكبر من مصالحنا؟» .