رنا حايك
يُصنع الصابون بتفاعل الدهون والزيوت مع مادة قلوية، فينتج هذا التفاعل مادة الغليسيرين الطبيعية التي ترطّب البشرة وتمنع الإحساس بالجفاف والحاجة إلى حكّ الجلد. فالغليسيرين هو حماية طبيعية للجلد لأنه يملأ النسيج الفارغ ما بين الخلايا، ويجذب الكمية اللازمة من الماء للمحافظة على اتّزان الجلد.
إلا أن معظم صنّاع الصابون التجاري المطروح في الأسواق يعمدون إلى تقليص هذه المادة في منتجاتهم، فيستخرجونها ويبيعونها لصنّاع كريمات البشرة حيث تحقق لهم مكاسب أكبر. يقابل تقليص مادة الغليسيرين في الصابون التجاري إضافة مواد أخرى إليه شديدة الضرر بالجلد. فبدل الغليسيرين، يضيف المصنِّع الشحم الحيواني sodium tallowate المستخرج من الدهون الحيوانية، وخاصة الماعز والقطط، ما يسبب انسداد مسام الجلد.
يعتمد المستهلك اللبناني في بلد الزيت والزيتون على أنواع الصابون المضرة بالبشرة، في حين أنه يستطيع وقاية نفسه من أضرارها إذا عمد إلى قراءة مكوناتها واستبعد تلك التي تحوي الشحم الحيواني، أو إذا حاول الاستغناء عنها تماماً مع وجود بديل محلي أكثر صحةً، وهو الصابون البلدي الذي يجده في الخانات حيث يصنّع، أو في المراكز الخاصة بالإنتاج الحرفي. فالصابون البلدي لا يصيب بالحساسية لأنه يصنّع من زيت الزيتون، وقد يبدو أغلى ثمناً من ذلك التجاري، لكنه يدوم أطول ويتفوق عليه صحياً.