طرابلس ـ فريد بو فرنسيس
تأخّر هدير الجرّافات خمس سنوات، قبل أن تنطلق أمس أعمال تشييد البناء الجامعي الموحد في الشمال، للخروج من الأطر الراهنة المشتتة


في تلّة «المون ميشال»، وعلى عقار يمتد على مساحة 135 ألف متر مربع، أطلقت أمس صفارة الانطلاق في بناء المجمع الجامعي في الشمال. وكان رئيس الجمهورية العماد إميل لحود قد وضع حجر الأساس لبناء المجمع في 14 كانون الأول من عام 2002، في حدث مثّل حينها علامة فارقة في تاريخ طرابلس والشمال الأكاديمي، ومقدمة تعد بالخروج من المباني الحالية التي لا تتمتع بالحد الأدنى من المقوّمات والمعايير اللازمة لأيّ صرحٍ جامعي.
يطل العقار على مدخل طرابلس الجنوبي، وقد كُلّف مجلس الإنماء والإعمار وضع الخرائط والدراسات الفنية العائدة له، والمموّلة من البنك الإسلامي وصندوق التنمية السعودي.
وأوضح رئيس لجنة المتابعة للبناء الجامعي الموحد، الدكتور طلال خوجه، أنّ شركة «دنش» لُزّمت البدء بأعمال الحفر في الموقع بمبلغ 460 ألف دولار أميركي، في حين أن الشركة الاستشارية «لاسيكو» ستتولى الإشراف على تنفيذ المشروع». ولفت خوجة إلى أن «الأولوية في البناء ستكون لكليات العلوم والهندسة والفنون الجميلة، إضافة إلى البنى التحتية، بكلفة تصل إلى 20 مليون دولار، على أن يعقبها تشييد باقي الكليات في مرحلة لاحقة. وأشار إلى «أنّ بناء المشروع يستغرق في المرحلة الأولى ما بين 3 إلى 4 سنوات، ولا يمكن الاستعجال، فنحن نبني مجمعاً جامعياً لخمسين سنة مقبلة». وقال إنّ «تكلفة بناء المشروع تبلغ قرابة 130 مليون دولار أميركي، يتوافر منها حالياً نحو 62 مليون دولار. إلاّ أنّ مجلس الإنماء والإعمار أكد سهولة تأمين باقي المبلغ، ولا مشكلة على هذا الصعيد».
وظهر أمس، انطلقت أعمال البناء في حفل أقيم برعاية وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني، وحضور رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر .
ورأى قباني أنّه «من حق الجامعة علينا أن نجعل من قضيتها قضية وطنية أولى تحتل الصدارة في سلّم الأولويات لتطوير وتحديث مؤسساتنا التربوية والوطنية»، مشيراً إلى «أنّ الخيارات مفتوحة أمامنا، وعلينا أن نسرّع الخطى في اكتساب العلوم والمعارف والتخصص في شتى مجالاتهما لنلتحق بالركب ونسهم في المستقبل». وأكد «أننا نريد أن تكون جامعتنا الوطنية بكلياتها وفروعها مراكز للتميّز والتفوق والإبداع، وساحة للحرية والحوار في مناخات صحية وديموقراطية».
بدوره، أشار شكر إلى «أنّ عدد الطلاب في الجامعة اللبنانية في منطقة الشمال وفق إحصاء العام الجامعي 2006 ـــــ 2007 يزيد عن 13000 طالب، يضاف إليهم ما يقرب من ألف أستاذ وموظف، ما يُلزمنا إيجاد مجمع جامعي يحتضن هذه الشرائح، ويؤمن الاطمئنان النفسي والراحة اللتين من الطبيعي توافرهما لكي يستطيع أهله القيام بما عليهم من واجب ومسؤولية. وإن تأمين المستلزمات من تجهيزات وقاعات ومختبرات بات من الأولويات في العلوم الحديثة».
وشدد رئيس اتحاد بلديات الفيحاء، المهندس رشيد جمالي، باسم المجتمع المدني على «أن الشمال اللبناني بكل قياداته وفعالياته لم يُجمع على قضية كما أجمع على أولوية البناء الجامعي في المون ميشال، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن الجامعة اللبنانية هي المؤسسة الأكثر أهمية على دروب صنع غد أفضل لوطننا».
من جهته، رأى رئيس اللجنة الفنية المشرفة على البناء الجامعي، عميد معهد الفنون في الجامعة اللبنانية، الدكتور هاشم الأيوبي، أنّ لهذا المشروع دلالات ومعاني في كومة الاستحقاقات، لكونه يعيد للبنان دوره الحضاري في المسار الثقافي والعلمي.
وعرض الدكتور طلال خوجة باسم لجنة المتابعة لواقع الفروع الشمالية، ولا سيما كلية العلوم، التي «تصيب بالذهول كل من يزورها»، متوقفاً عند «الجهود التي بذلتها اللجنة في تذليل العقبات وإزالة العراقيل من أمام هذا المشروع الحلم».