strong>«العالم كله لن يستطيع تطبيق الـ1559 في بند سلاح المقاومة ومتوثّبون لصنع الانتصار التاريخي»
أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أنه لو جاء العالم كله فلن يستطيع أن يطبق الـ1559 في بند سلاح المقاومة، مناشداً رئيس الجمهورية إميل لحود القيام بمبادرة وطنية إنقاذية في حال عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية و«عدم ترك البلاد لمجموعة من اللصوص والقتلة».
مواقف نصر الله جاءت خلال كلمة متلفزة ألقاها في احتفال أقامه الحزب أمس في مجمع «سيد الشهداء» في الرويس لمناسبة ذكرى «يوم الشهيد»، مشيراً الى أن اختيار تاريخ هذا اليوم يعود الى تاريخ تنفيذ أول عملية استشهادية بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، وأدت الى تدمير مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور تدميراً كاملاً وسقوط أكثر من مئة ضابط وجندي اسرائيلي، ومعتبراً أن «هذه العملية النوعية والصدمة الهائلة التي أحدثتها كانت إيذاناً مبكراً بهزيمة الصهاينة في لبنان».
وتناول موضوع المناورات الاسرائيلية ومناورات المقاومة، قائلاً: «منذ انتهاء عدوان تموز والعدو الاسرائيلي يدرس العبر والثغرات والأخطاء والإخفاقات ويحاول أن يحصل على استنتاجات من الهزيمة التي لحقت به، وهو يعمل على إعادة بناء قواته نفسياً ومادياً ومعنوياً، وعلى تطوير ترسانته العسكرية والسلاح، والولايات المتحدة تنفق بكرم لا مثيل عليه، في حين ترسل للبنان طلقات كلاشنكوف، وآخر هذه المناورات ما قام به العدو في شمال فلسطين وشارك فيها 50 ألف ضابط وجندي من البحر الى تلال الجولان»، مشيراً الى أن «هذه المناورة هي للهجوم على لبنان ولا يعني ذلك وجود قرار، ولكن الطبيعة العدوانية لهذا العدو تشير الى هذا الاحتمال».
وانتقد «عدم سماع أي كلمة تنديد بالمناورات الاسرائيلية»، متهماً «بعض أفرقاء السلطة» بأنهم «عندما علموا بأن مناورة كبيرة قامت بها المقاومة انتبهوا الى وجود مناورات اسرائيلية».
وذكّر بالمطالبات السابقة ببسط سلطة الدولة وأن قرار الحرب والسلم والدفاع عن الأرض والشعب يجب أن يكون في يد الدولة، لافتاً الى أنه منذ «انتشر الجيش اللبناني وبسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية، لم تنفذ المقاومة أي عملية في مزارع شبعا مع الاحتفاظ بحقها في ذلك»، لكنه سأل: «ماذا فعل فريق السلطة، وماذا أنجز، وما هو الجهد الذي بذله في هذا الإطار». وقال: «لن أسألهم عن ملف الأسرى، فهذا الملف في عهدتنا وسيعود الأسرى وسمير (القنطار) وسواه، ماذا فعلت هذه السلطة التي تحظى بأهم دعم أميركي وعربي في تاريخ لبنان؟ (...) ماذا فعلوا لتقوية الجيش وتعزيز قدراته بعد سنة وبضعة أشهر ليتمكن هذا الجيش من أداء واجبه الوطني؟»، وقال: «نحن إذاً أمام سلطة تحدثك فقط عن قرار الحرب والسلم وعن بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وأنا أقول لكم إنهم لا يفهمون بسط سلطة الدولة إلاّ القدرة على جني الضرائب والأموال من المواطنين. أمّا منع الانتهاكات الإسرائيلية وتحرير الأراضي المحتلة، حتى الاحتلال والاعتراض على المناورات والانتشار العسكري الإسرائيلي هذا لا يحرّكون له ساكناً».
وسأل فريق السلطة: «إذا كنتم على علاقة قوية بالإدارة الأميركية، وإذا كان مجلس الأمن يجتمع كلما طلبتم، فما هي الديبلوماسية التي قمتم بها وماذا فعلتم لاستعادة مزارع شبعا؟»، متشككاً بقدرة «فريق السلطة على استعادة مزارع شبعا». ولفت الى أن «بعض فريق السلطة فرح وسعيد بمناورات العدو في شمال فلسطين ونسمع عن مراهنات على حرب اسرائيلية جديدة على المقاومة والمعارضة. وعندما تتحرك المقاومة لتناور تقوم الدنيا ولا تقعد لدى هؤلاء». وأكد أن «مناورة المقاومة كانت حقيقية وجدية وكبيرة» من دون أن يعطي تفاصيل، مشيراً الى أنها «لإفهام العدو مقدار الجهوزية وقد فهمها العدو، وهذه رسالة الى العالم الذي يحاصرنا ويقدم أحدث تكنولوجيا الى اسرائيل». وقال: «إن المقاومة تملك العزم والإرادة والرجال الرجال والسلاح اللازم والكافي والعلم والخطة العلمية المناسبة للدفاع، والقدرة على السيطرة، وهي جاهزة ليلاً ونهاراً وفي كل المواقع للدفاع عن كل لبنان لا فقط للدفاع، بل هي متوثبة لتصنع الانتصار التاريخي الذي يغيّر وجه المنطقة».
وتابع: «البعض الذي لا يرى اسرائيل عدواً، ولا يرى في لبنان إلا الأزقة والشوارع، أراد أن يفهم من مناورة المقاومة رسالة الى الداخل، وأقول اصطفلوا افهموا متل ما بدكم». وسأل فريق السلطة: «ماذا قدمتم إلى الجيش اللبناني المرابط على الحدود من تسليح وقدرة وإمكانات للحماية والدفاع عن مواقعه أولاً»، معتبراً أن «أحمد قصير هو عنوان اليأس من كل هؤلاء السفسطائيين الذين لم يحملوا سلاحاً ضد إسرائيل».
وتطرق الى الوضع في المخيمات، مشيراً الى أن هناك «الكثير من الأقوال والحكايات والشائعات والمعطيات الصحيحة وغير الصحيحة»، وقال: «نحن نراهن أولاً على العلاقة الطيبة جداً بين مخيمات الضاحية وجوارها، وأيضاً على العلاقة الطيبة مع منظمة التحرير الفلسطينية وكل الفصائل الفلسطينية. وقد بدأنا بعيداً عن الإعلام باتصالات مع المنظمة والفصائل للاحتياط في هذا الزمن الصعب»، مؤكداً أنه «لن تكون هناك حرب مخيمات على الإطلاق».
وانتقل الى الاستحقاق الرئاسي الذي «يشغل العالم (...) مع العلم أنّ صلاحيات رئيس الجمهورية، بحسب الدستور الجديد، هي صلاحيات محدودة، ومع ذلك كل هذا الاهتمام بانتخاب الرئيس»، موضحاً أن «الموضوع لا يرتبط بالرئيس وصلاحياته، بل بالرئيس الذي سينتخب الآن، طريقة الانتخاب، وروحيته تشير إلى المسار السياسي العام الذي سيذهب إليه لبنان»، وسأل: «هل هذا الرئيس لديه مشكلة مع حكومة شراكة وطنية؟ بعد الرئيس ستأتي حكومة، هل هي حكومة شراكة؟ أم حكومة استئثار وكيف ستتصرف؟ أيضاً بعد ذلك سيتم تعيين قائد جديد للجيش اللبناني وباقي الأجهزة الأمنية. أليست هذه أسئلة مدعاة للقلق». وأشاد بقيادة الجيش وتصرفاتها «منذ الزلزال الذي هز لبنان في 14 شباط 2005»، ورأى أن هناك «حلماً عند البعض في الفريق الآخر باستخدام الجيش ضد المقاومة والمعارضة»،
وقال «إن المسار يبدأ من انتخاب الرئيس، ولا يمكن التسامح في مسألة الاستحقاق الرئاسي أو تبويس اللحى. الفريق الآخر يريد الرئيس منه وأيضاً الحكومة وقائد الجيش، ويعلن أنه جزء من المشروع الأميركي، فكيف يمكن هذا الفريق أن يتسلم الحكم في البلد»، داعياً الى مناقشة كل هذه البنود.
وأعلن أننا نريد رئيساً غير الذي يريده الأميركيون لأن هؤلاء لا يريدون من الرئيس إلاّ تنفيذ القرار 1559، وقال: «أما آن لهم أن ييأسوا، لقد قلت في بنت جبيل الصامدة الراسخة العزيزة وأعود وأقول: لو جاء العالم كله فلن يستطيع أن يطبق الـ1559 في بند سلاح المقاومة، مش رئيس جمهورية جديد، هيدا موضوع مش للمزح والحكي واللعب، نحن طرحنا رؤية وطنية وتنازلنا وقلنا سلاحنا قابل للحوار في إطار البحث في استراتيجيا دفاع وطني ونقطة على أول السطر».
وتابع: «نريد رئيس جمهورية يجمع اللبنانيين لا أن يعمل فتنة بينهم، وأن يكون مؤتمناً على حكومة تحارب الفساد وتوقف الهدر، لأن هناك أكبر عملية نهب للدولة تجري في هذه الأيام ومنها خصخصة الخلوي»، محذراً الشركات التي سوف تشتري هذا القطاع من «أنها تشتري ممن هو غير مخول البيع وسنواجه هذا البيع».
وأكد أن التوافق هو «روح الطائف والدستور، وأن انتخاب الرئيس لا يتم إلا بالثلثين»، معلناً أن «المعارضة لن تعترف برئيس النصف زائداً واحداً، وسنعتبره غاصباً ومعتدياً على السلطة، ويتصرف بأمور الدولة تصرفاً غير قانوني».
وأيّد «كل مساعي التوافق»، مكرراً المطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة «وعلى الكل أن يخضع لنتائجها مهما كانت، وسنلتزم تجاه من يحصل على الأغلبية المطلقة، ولكن ليس بالتزوير والخداع».
وبعدما توجه باسم المقاومة الى رئيس الجمهورية إميل لحود «بكامل الشكر والتقدير العالي على مواقفه وثباته وصموده وتأييده واحتضانه للمقاومة خلال 9 سنوات من رئاسته للجمهورية، وخلال سنوات تحمله مسؤولية قيادة الجيش»، لفته الى أن «ما قمت به وأنجزته خلال 9 سنوات مرهون بتحملك لمسؤوليتك الوطنية، وأنتم أهل لهذه المسؤولية»، مناشداً إياه أن «يقوم بما يمليه عليه ضميره وقسمه اليمين الدستوري على حفظ البلاد من الإقدام على خطوة مبادرة وطنية إنقاذية إذا لم نصل الى انتخاب، لأن بقاء الحكومة الحالية أسوأ من الفراغ وأيضاً الانتخاب بالنصف زائداً واحداً».
وتحدث عن «احتمال حصول ضغوط وترهيب وترغيب للحود لمنعه من القيام بأي خطوة في هذا المجال»، لكنه اعتبر أن «الذي وقف بكل جرأة وتحدى الإدارة الأميركية يوم ترسيم الحدود، عليه ألا يسمح بترك البلاد لمجموعة من اللصوص والقتلة من أتباع المشروع الأميركي في لبنان». وختم قائلاً: «سنتابع بصبر هذه الأيام الحساسة ليكون لنا رئيس للجمهورية، كما يريد شعب الجمهورية لا كما يريد الأميركيون».
وكان «حزب الله» أحيا ذكرى يوم الشهيد في عدد من المناطق.