كفرذبيان ــ رندلى جبور
لم يمنع الجوّ العاصف طلاب التيار الوطني الحر في المعاهد المهنية من اللقاء في الجرود الكسروانية في يوم «تدريبي» على ممارسة ثقافة اللاعنف وقبول الآخر.وطالب المشاركون بإعادة الانتخابات الطلابية إلى المعاهد وتأسيس رابطة للمتخرجين لمتابعتهم في سوق العمل

اجتمع خمسون طالباً من مختلف المعاهد والمدارس المهنية منها قرطباوي والمعهد الفني الصناعي والـ CIT والـ TLC والسياحة والفندقي وعجلتون، في دير مار شليطا في كفرذبيان تحت راية التيار الوطني الحر، ضمن حلقات توجيهية تحض على ممارسة ثقافة اللاعنف وقبول الآخر وتندرج في إطارين:الأول سياسي ينقل مواقف «التيار» من الأزمة اللبنانية ويجيب عن تساؤلات ناشطيه الطلّاب، والثاني تربوي يضع تصرفاتهم مع الآخرين في إطار السلمية والقبول وعدم الوصول إلى التصادم.
من جهتهم، تحدث طلاب المعاهد المشاركون عن هواجسهم وتطلعاتهم، وفي أعلى اللائحة إعادة الانتخابات الطلابية إلى المعاهد عبر الضغط على الإدارات ووزير التربية والتعليم العالي خالد قباني، باتجاه توقيع هذ الملف «الجاهز»، على حد تعبيرهم.
وناقش الطلاب في جلستهم الثانية مع المسؤول السابق في قطاع الطلاب وعضو الهيئة التأسيسية في التيار الوطني الحر الزميل أنطون الخوري حرب في عدم وجود رابطة أو نقابة لمتخرجي المعاهد المهنية ما يؤدي إلى صعوبة التواصل وإيجاد فرص العمل، إضافة إلى انحراف معظم المتخرجين عن اختصاصاتهم والعمل في مجالات مختلفة.
وفي إطار آخر، حاول حرب تمكين الطلاب من المواجهة الحوارية والقدرة على المحاججة خصوصاً في موضوعات وثيقة التفاهم مع حزب الله والتحالفات الانتخابية والاستحقاق الرئاسية، واتفق المشاركون على جعل مثل هذه اللقاءات دورية (مرة كل أسبوعين على الأقل) لحض الشباب على تأدية دورهم في الحياة السياسية والالتزام الوطني.
لكنّ جرس بداية هذا اليوم السياسي الأكاديمي التربوي الذي افتتح به المسؤول في لجنة المهنيات في التيار الوطني الحر باسل يونس الجلسة الأولى، وجرس النهاية الذي قرعه المسؤول في اللجنة نفسها مارون أبي نجم الذي رأس الجلسة الأخيرة، جعلا محور عمل الطلاب في المعاهد أكاديمياً أكثر منه سياسياً وتحت عنوان تطبيق سياسة اللا عنف والممارسة السلمية وعدم الخلاف مع أي طالب أو طرف سياسي مهما كبر الاختلاف لأن الاحتدام السياسي غير مرتبط بالعلاقات الشخصية ولا يلغي مفهوم احترام الآخر من منطلق حق الاختلاف والتنوع.
وقد التقى طلاب المعاهد في التيار الوطني الحر عضو اللجنة المركزية في التيار ألان عون الذي تطرق خصوصاً إلى «موضوع الساعة، الاستحقاق الرئاسي»، فشدّد على أن الإجماع الدولي لا يمكن أن يمرر الاستحقاق توافقياً، إلّا إذا توافرت أرضية لبنانية حقيقية لإنجازه وأبدى خشيته من أن يتمتع أفرقاء في الداخل بالقدرة على التعطيل.
ورأى عون خلال لقائه الطلاب أن رئاسة الجمهورية يجب أن تمثّل مدخلاً لحل الكثير من المشكلات الكبرى كالعلاقة مع سوريا وسلاح حزب الله والمشكلة مع إسرائيل والقضية الفلسطينية، لا أن تكون كما غيرها من الاستحقاقات وكما يريدها البعض مجرد تأجيل للأزمة وتمرير الاستحقاق بنوع من المحاصصة مرة جديدة على حساب المسيحيين.
«الخبز والملح» بين طلاب التيار الوطني الحر كان له حصة في اليوم التدريبي، إذ تخلل النهار الطويل في البرد والمطر «شوية لحمة وكفتة»، في باحة الدير ورفع الطلاب كأسهم، عصير البرتقال، نخب العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، وفي ختام النهار توجه الطلاب إلى منزل النائب ابراهيم كنعان في المطيلب في المتن لتهنئته بعيد ميلاده بعدما كانوا قد حضّروا له مفاجأة بالاتفاق مع زوجته.