طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
في حادثة هي الثانية في غضون أقلّ من شهر، وبعد تعرّض الجابي بلال الشّعار منتصف الشهر الماضي للضرب في محلة التل بعقب مسدس وإطلاق النّار فوق رأسه، إثر مطالبته أحد المشتركين بدفع قيمة فاتورة استهلاك شهرية تبلغ قيمتها 15 ألف ليرة، تكرّر الأمر يوم الخميس الماضي في شارع ابن سينا بمحلة القبّة، عندما أقدم بعض سكّان أحد الأبنية وأقاربهم على ضرب المفتشين أنطوان الأشقر وهلال عرابي وعبد الرحمن موسى، أثناء قيام فرقة إزالة التعدّيات عن الشبكة الكهربائية بمهامهم. وأدى الاعتداء إلى إصابتهم برضوض مختلفة ونقل عرابي إلى المستشفى وتكسير سيّارات المستخدمين الـ11 وباص تابع للشركة.
شهود عيان في المنطقة أوضحوا لـ«الأخبار» أنّ أشخاصاً يسكنون في المحلة أسهموا في تحريض المواطنين، ومن ثمّ مشاركتهم في «حفلة» الاعتداء على موظفي الشركة، بالتزامن مع تحريض مماثل قاموا به من أجل عدم دفع فواتير الكهرباء الواجبة للشركة في ذمّة المواطنين، تحت حجّة أنّ «مناطق لبنانية أخرى مثل زغرتا والضاحية الجنوبية والبقاع وغيرها لا تُجبى فيها فواتير الكهرباء، فلماذا ندفعها نحن؟!».
عمّال الشركة ومفتشوها وموظفوها، أعلنوا عدم استمرارهم في القيام بعملهم إن لم تتوافر المؤازرة الأمنية لهم من الجيش أو قوى الأمن الداخلي. واستنكاراً لما حدث، نفذوا أول من أمس بدعوة من نقابتهم اعتصاماً احتجاجياً أمام مدخلها الرئيسي في الميناء، محذّرين من أنّ النّقابة «لن تسمح بعد اليوم بأن يتطاول أحد على هؤلاء العمّال أثناء تأديتهم لواجبهم الوظيفي».
ورأت النقابة في بيان لها أنّ «من المعيب أن يُعامل هؤلاء بهذه الطريقة الهمجية على يد قلّة سوف تنبذهم طرابلس»، معبّرة عن ثقتها التامّة بأنّ «هذه المدينة الوفيّة، سوف تحتضن هؤلاء العمال وتحميهم، وتلفظ المتطاولين على هامة العمّال»، مشيرة إلى أنّ هؤلاء العمال «كانوا يواجهون خطر الموت يومياً أثناء معارك مخيّم نهر البارد، من أجل الوصول إلى طرابلس لتأمين التيّار الكهربائي لأهلها». ودعت النّقابة الطرابلسيين إلى «تفهّم طبيعة عمل عمّال أجهزة الملاحظة والتفتيش والقمع ورفع التعدّيات، بحيث يجب عليهم مساعدة عناصرها، وبالتّالي الحدّ من الهدر على هذه الشبكة».