ليال حداد
يخرج عبد الله تحومي، ونزار مهنّا من الصفّ وابتسامة سخرية ترتسم على وجهيهما. «مش معقول القرف، مش عم نفهم شي عالدكتور». مشكلة تحومي ومهنّا مشابهة لعدد كبير من طلاب السنة الأولى في كلية العلوم الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية.
عدد الطلاب كبير، الموادّ صعبة، الأستاذ لا يشرح بشكل جيّد، الصفّ غير مجهّز... تَكثُر الشكاوى لدى الطّلاب وتدفعهم مع مرور شهر على بدء السنة الجامعية إلى التفكير في تغيير الجامعة والانتقال من «اللبنانية» إلى أي جامعة خاصّة أخرى. يقول تحومي بلهجة واثقة: «السنة المقبلة، سأنتقل إلى جامعة الروح القدس، حتى لو اضطرّ أهلي إلى دفع مبلغ كبير، يبقى الأمر أفضل من أن أرسب سنواتي كلها في كلية العلوم».
من جهة ثانية، يبدو الإصرار واضحاً لدى الطالبة اليونور شاهين: «سأبقى في الكلية لأنني أريد أن أقدّم مباراة الدخول إلى كلية الصيدلة، وإذا لم أنجح فلا أدري ماذا سأفعل، قد أترك الكلية وقد لا أفعل، الأمر غير واضح حالياً».
تتمحور المشكلة الأساسية لدى معظم طلاب السنة الأولى، حول العدد الكبير في القاعات الدراسية، فيصعب سماع الشرح جيداً كما أنّ الأساتذة لا يتفهّمون المشاكل الناتجة من هذا العدد. «الأسبوع الماضي طَرَد أحد الأساتذة أربعين طالباً من الصفّ لأن واحداً منهم رنّ هاتفه، هذا هو المنطق الذي يجعلنا نكره الكلية»، يقول مهنا.
غير أنّ الانتقال إلى جامعة خاصة ليس خياراً متاحاً أمام كل الطلاب، إذ يجد ربيع داغر نفسه «محشوراً» في كلية العلوم: «الوضع الاقتصادي لا يسمح لي بالانتقال إلى جامعة خاصّة، لذا عليّ التأقلم مع الأجواء هنا. المشاكل كثيرة فالجوّ تغيّر من المدرسة إلى الجامعة لجهة النظام، في الكلية هنا لا نظام. كما أن التجهيزات سيئة جداً، فمعظم الأيام تنقطع الكهرباء، وأحياناً لا نجد مكاناً في القاعة نجلس فيه فنضطرّ إلى الجلوس على الدرج».
يجمع طلاب كلية العلوم على أن المشاكل عديدة. غير أن أمراً واحداً يشفع للكلية، بحسب الطالب رودي خوري هو المستوى التعليمي غير الموجود في أي من الجامعات الخاصة أو أقلّه هذا ما نُقنع أنفسنا به علّنا نجد ما يدفعنا للبقاء هنا».