نفى ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي كل المعلومات التي أثيرت أخيراً حول وضع المخيمات الفلسطينية مع محيطها، واصفاً كلام الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية» أحمد جبريل بأنه «كلام فارغ لا قيمة له»، وتقاريره بأنها «محض افتراء أو فبركة أو زجّ للمخيمات في أتون معارك وتحريض واضح»، ومؤكّداً أن «لا حرب في المخيمات».وكان زكي قد زار أمس، على رأس وفد من منظمة التحرير الفلسطينية رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فـالعلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والوضع الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة.
وخلال اللقاء، شدّد فضل الله على أن تمتين العلاقات الفلسطينية الداخلية يمثل «رسالة قوية لكل من يسعى إلى العبث بالقضية الفلسطينية»، محذّراً من أن «إقحام المسألة الفلسطينية في تعقيدات الأزمة اللبنانية يمثل مشكلة كبيرة للفلسطينيين واللبنانيين معاً، لأن من شأن ذلك أن يراكم الأزمات اللبنانية الداخلية وأن يسيء للقضية الفلسطينية التي تعمل أطراف دولية وإقليمية وعربية على تمييعها تمهيداً لإغلاق ملفّها لحساب إسرائيل»، ومضيفاً: «لن نسمح بإدخال القضية الفلسطينية في متاهات حرب مخيمات جديدة، وسنتدخّل لمنع أية سلبية من أن تتحرك في هذا الواقع كله».
من جهة ثانية، زار الوفد مقرّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، والتقى الشيخ عبد الأمير قبلان الذي شدّد على ضرورة «أن يبقى الفلسطينيون في حذر دائم من المؤامرات الإسرائيلية الهادفة إلى شرذمة الفلسطينيين وبثّ الفتن بينهم».
ومن قريطم، حيث التقى النائب سعد الحريري، لفت زكي إلى «التهويش والتهويل» حول مخيم برج البراجنة، مشيراً إلى أن «هناك حالة فلسطينية لا تسمح بتكرار نهر البارد مرة أخرى، وهناك تشاور لاتخاذ إجراءات رادعة، سواء بالتنسيق مع الجيش اللبناني أو بضبط الوضع الفلسطيني داخل المخيم في هذه الظروف الصعبة والحسّاسة والخطيرة».
وواصفاً كلام جبريل بأنه «فارغ لا قيمة له»، واضعاً تقاريره في خانة «الافتراء والفبركة»، رأى أن الحديث عن وجود شاكر العبسي في أحد المخيمات الفلسطينية في الجنوب وعن استقدام أشخاص من الرويشد هو «كلام كذب»، واختتم الوفد جولته بزيارة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، وكان عرض للعلاقات الفلسطينية ـــــ اللبنانية، وتشديد على صلابة هذه العلاقات وضرورة «تطويرها وتعزيزها، لما فيه مصلحة الشقيقين اللذين تجمعهما روابط أخوية وعلاقات مصيرية وتاريخ نضالي مشرّف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، حسب ما تضمّنه البيان الصادر عن المجتمعين.
وجابت مسيرة ضخمة أمس مخيم برج البراجنة «مبايعةً لحركة فتح وللثوابت الوطنية الفلسطينية»، واستنكاراً لما أدلى به جبريل، وشاركت فيها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل قوى التحالف والقوى الإسلامية الفلسطينية كافةً، وعقد بعدها اجتماع في مقر حركة فتح حضره مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله أبو محمد حدرج.
من جهته، نفى قائد حركة فتح في صيدا وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب منير المقدح إدخال مسلحين الى مخيمات بيروت والضاحية بهدف توتير الوضع، وقال المقدح في مؤتمر صحافي عقده في مخيم عين الحلوة بحضور قادة أركانه العسكريين والسياسيين، «لا صحة لما أطل به علينا السيد أحمد جبريل ولن نسمح لأحد بأن يقحم مخيماتنا في التجاذبات الداخلية اللبنانية، وموقفنا واضح لن ندخل بهذه التجاذبات وواجبنا المحافظة على مخيماتنا والجوار».
(وطنية)