النبطية ـ كارولين صباح
يبدو أنّ استحداث السنة الثالثة في كلية العلوم ـــ الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية، لم يكن بحجم تطلعات طلاب الكلية. فبعدما لاقى قرار الإدارة استحساناً، بدأت الشكوى من أوقات الدوام، وعدم تجهيز المختبرات للبدء بالأعمال التطبيقية
استحدثت كلية العلوم ـــــ الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية هذا العام السنة الثالثة، بعدما كان الطلاب ينتقلون إلى بيروت بعد دراسة السنتين الأولى والثانية في النبطية. وتتفاوت آراء الطلاب حيال القرار، فمنهم من يرى أن الصعوبات التي تعترض انطلاقة العام الدراسي عادية ولا تذكر، لكون استحداث السنة الثالثة إنجازاً بحد ذاته وكل القضايا الأخرى تُعَد تفاصيل يمكن معالجتها.
أما القسم الآخر فيتوقع تعثر السنة الدراسية بسبب الكثير من العوائق أبرزها عدم تجهيز المختبرات، ما يؤدي إلى تأخير دراسة بعض المواد للفصل الثاني، إضافة إلى الضغط الذي يعانيه الأساتذة في التعليم، ما يضطرهم إلى تأجيل إعطاء بعض المواد، فضلاً عن معاناة طلاب المناطق البعيدة مثل حاصبيا وصور من مشكلة مع أصحاب الباصات الذين يرفضون انتظارهم حتى الساعة السادسة مساءً.
ويوضح عبد عيسى (السنة الثالثة، علوم حياة) أنّ «التأخير في المحاضرات التطبيقية، يؤثر في سير العام الدراسي، فإذا أرجئت المواد للفصل الثاني فسيكون الضغط كبيراً». وتتحدث زميلته فاطمة كوراني عن ضيق قاعات الدراسة بسبب أعمال الصيانة في الطابق.
وفي المقلب الآخر، تشير رنا ظاهر (السنة الثالثة كيمياء) إلى «أنّ السنة الدراسية انطلقت بشكل طبيعي، وهذه الخطوة وفّرت كثيراً على طلاب الجنوب، في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة، لافتة إلى أنّ المستوى التعليمي لا يقل شأناً عن مستوى الفرعين الأول أو الثاني». وتؤكد ظاهر أهمية أن «نضع أيدينا في يد الإدارة لتذليل الصعوبات التي تعترضنا».
ويشكو طلاب الكلية من نظام LMD، إذ وُزعت المواد بطريقة غير عادلة على السنوات الثلاث، كذلك فإنّ الإجازة التي ينالها المتخرج لا تمكنه من تعليم الصفوف الثانوية، بل المتوسطة.
من جهتها، تشرح مديرة الفرع الدكتورة يمامة شريم أسباب التأخير في تجهيز المختبرات، وتمديد الدوامات حتى وقت متأخر فتقول: «لقد قدّم الأمير الوليد بن طلال هبة لتجهيز مختبرات وتحديث أخرى، لكنّ الروتين الإداري هو الذي يؤخر التجهيز وهذا أمر خارج عن إرادتي. أما بالنسبة إلى الطلاب فأسعى بشكل دائم إلى الاستماع إلى مطالبهم». وبالنسبة إلى بعض العراقيل التي تعترض انطلاقة السنة الثالثة، تؤكد شريم «أننا سنعوّض عليهم المواد التطبيقية خلال الفصل الثاني، وإذا تأخر تجهيز المختبر هنا يمكنهم زيارة مختبرات الفرع الأول على نفقة الكلية، فطلاب الفرع الأول هم أيضاً يضطرون في بعض الأحيان إلى زيارة مختبرات الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية».
وتوضح شريم «أنّه لم يكن من المقرر أن تبدأ الدراسة في السنة الثالثة قبل بداية كانون الثاني المقبل، ولكن بما أنّ الطابق الإضافي أوشك على الانتهاء، قررنا أن نبدأ بالمحاضرات النظرية، وفي هذا الإطار قمنا بجهود خاصة لجهة تأمين الأساتذة، لأن النظام الجديد خلق حاجات إضافية وساعات تعليم لم تكن مطلوبة في النظام القديم».
وفي ما يتعلق بدوام المحاضرات، تضيف شريم: «كليتنا تطبيقية وليست نظرية، والخروج من المختبر ليس محدداً بوقت، والسادسة مساءً ليس وقتاً متأخراً بالنسبة إلى الطلاب الجامعيين»، داعية الطلاب إلى التكيّف مع الوضع الجديد.
يذكر أنّ شريم التقت أصحاب الباصات وتمنّت عليهم تنظيم رحلات العودة إلى القرى البعيدة، حتى لا ينتظر الطلاب الذين ينهون محاضراتهم الساعة الثالثة مثلاً.
ويضاف إلى المواد المقررة والتطبيقية، قسم اللغات الاجنبية الذي استحدث في الكلية لكي يكتسب الطالب المتخرج لغتين إضافة إلى لغته الأم، وفقاً لما يتطلبه سوق العمل، وهذا ما يستلزم الحضور الإضافي في الكلية.
أما عن ضيق حجم قاعات الدراسة، فتتحدث شريم عن ارتفاع عدد الطلاب من 650 طالباً العام الماضي إلى 1200 طالب هذا العام، مشيرة إلى أنّ باب التسجيل لا يزال مفتوحاً، ما جعل بعض قاعاتنا غير قادرة على استيعاب هذا العدد الهائل من الطلاب.