صيدا ـ خالد الغربي
عادت أربع وعشرون مشرفة اجتماعية إلى مقاعد الدراسة لاكتساب تقنيات جديدة في التدريس، بعدما أُوكل إليهن مهمة التعليم في دورات محو أمية تُنظم في المحافظات اللبنانية. ويُنفّذ برنامج «تقنيات محو الأمية وتعليم الكبار» بالتنسيق بين وزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمة اليونيسف وجمعية التأهيل الإنساني ومكافحة الأمية.
ففي إحدى قاعات كلية الصحة في الجامعة اللبنانية في صيدا، نثرت مجموعة من الصبايا دفاترهن وأقلامهن، ورحن يتلقين بشغف المعلومات عن كيفية تنفيذ مهامهن في تعليم الكبار، وهي أساليب وتقنيات اعتمدت الحداثة والعصرنة والسلاسة، بحيث سيتقبّلها دون عناء كبير من سينتسبون لاحقاً إلى دورات محو الأمية وتعليم الكبار.
ومن الوسائل المستخدمة، كتاب بعنوان: «تعلم للحياة»، الذي يعتمد منهجية مبسّطة ومحبّبة، ويوفّق بين عمر الذين سيتعلمون وإلمامهم بالحرف والقراءة. وفي مقدمته، يعرّف الكتاب عن نفسه بأنّه موجّه إلى كل من ينفعل، يتساءل، يستفسر، يقارن، يكتشف، يفهم...فيعرف.
وداخل دفّتي الكتاب، تجد دروساً مستمدة من الواقع، وتساعد على ترسيخ مفهوم الحرف في عقل المتلقّي، وهو عقل قد يبدو مع تقدم السن عصيّاً على تقبل أي شيء أو فهمه بالقدر الذي يكون فيه المتلقّي الصغير على استعداد لتقبّل أية معلومة، ولكون المال زينة الحياة الدنيا واللغة المحببة على قلوب الكثيرين، يبدأ الدرس الأول في الكتاب عن «المال». ثم تنتقل صفحاته إلى درس العمل، و«فادي العامل وفادية العاملة»، وكذلك جولة في الأحلام «الحلم حلو...ومفيد مع العمل»، ليحط الدرس العشرون رحاله في الحرية والحروب، وآخر عن الوطن، وفي أفيائه كلمات تعكس واقعاً ملموساً مثل البطالة، و«فتش عن عمل»، و«بطاطا» و «بطون»، وحقوق الإنسان وميزان العدل، حيث يحمي القانون الأطفال من العنف.
ويتطور مفهوم صياغة الجملة كلما جرى التوغل في الدروس، التي تبدأ بالكلمات وتنتهي بجمل محبوكة ومفيدة وسهلة المنال.
ويشير المشرف على الدورة، رئيس جمعية التأهيل الإنساني ومكافحة الأمية الدكتور محمد الحجار، إلى أنّ منظمة اليونيسف تموّل عشرين مدرسة لجهة تقوية الطلاب الضعفاء وتعليم ذويهم (أم وأب) كي يساعدوا أطفالهم ويتعاونوا في ما بينهم.
ويلفت الحجار إلى أنّ التدريب يجري في أربع محافظات، بالتعاون مع الأمم المتحدة، لتعزيز قدرات الكادرات، عبر استخدام وسائل غير مألوفة في التعليم النظامي التقليدي، وبطرق ناشطة، لكتب عربية مغايرة تستخدم الصوت الشفهي والأحرف الأكثر تداولاً وشيوعاً.
وفيما يوضح الحجار أنّ دورات محو الأمية تستهدف الأعمار بين 10و70 عاماً، يرى أنّ الأرقام التي تتحدث عن نسبة الأمية في لبنان والتي تشير إلى 13.7 % هي أرقام ملطّفة، لأنّ النسبة أعلى من ذلك بكثير.