طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
أرخى حادث التهديد الذي تعرّض له الزميل محمد سيف، مراسل «الوكالة الوطنية للإعلام» في طرابلس ومدير تحرير جريدة «الرقيب» الأسبوعية الطرابلسية القريبة من الرئيس عمر كرامي، بثقله على الوسط الإعلامي والسّياسي في طرابلس والشّمال. ودفعت هذه الحادثة، التي ندر أن شهدها الوسط الإعلامي في الشمال، الإعلاميين إلى التداعي لاجتماع سيعقد قبل ظهر اليوم في مكاتب الجريدة تضامناً واستنكاراً.
وأوضحت «الرقيب»، في بيان أصدرته، أنّ سيف «تلقّى اتصالاً هاتفياً من شخص عرّف عن نفسه بأنّه عنصر في «أفواج طرابلس» (التي يُشاع في طرابلس على نطاق واسع أنّها محسوبة على «تيّار المستقبل»)، توعدّه فيه بالقتل إذا استمرت الجريدة في إثارة موضوع الأفواج المذكور على صفحاتها».
واستهجنت «الرقيب»، التي أكّدت أنّها «لا تخضع لتهديد أو وعيد، ولها ربّ يحميها»، مثل «هذا السلوك الذي يعيد إلى الذاكرة زمن الميليشيات وقبضاياتها». وقالت إنّها «تضع أمام القيّمين على أمن النّاس وعلى الحرّيات الإعلامية وأمام الرأي العام، هذه الواقعة التي تؤشّر إلى المستوى المتدنّي والخطير الذي وصلت إليه حال الفلتان في البلاد». وطالبت الصحيفة «الجهات الأمنية المولجة بحماية النّظام العام، بأن تضطلع بمسؤولياتها وواجباتها في إرساء القانون على جميع المواطنين، وبالتّالي القيام باللازم حيال من يسمّون أنفسهم «أفواج طرابلسّ، ليس فقط دفعاً للأذى المترتب على «الرقيب» ومدير تحريرها، ولكن حفظاً لسائر المواطنين من بعض الخارجين على القانون الذين لم يجدوا بعد من يردّهم عن غيّهم».
سيف الذي أشار إلى أنّه «سيتابع الدعوى التي تقدم بها أمام السلطات القضائية»، بعدما تقدّم بشكوى في فصيلة درك التلّ «مدّعياً على مجهول بجرم التهديد بالقتل»، تلقّى اتصالات عديدة مستنكرة، أبرزها من وزير الإعلام غازي العريضي، الذي استنكر في اتصال هاتفي مع سيف ما تعرّض له، مؤكّداً «وقوفه إلى جانبه، وتمسّكه التّام بحرّية التعبير والرأي التي يضمنها القانون»، ومعبّراً عن رفضه «كلّ هذه الممارسات».
وأوضح سيف لـ«الأخبار» أنّه تلقّى «عند الساعة العاشرة والدقيقة الـ42 قبل ظهر أمس، اتصالاً على هاتفه الخلوي من شخص عبر الرقم 448001 ـــــ 06، من غير أن تتبين له هوية ذلك الشخص»، لافتاً إلى أن فصيلة درك التل «أجرت اتصالاً مع النّائب العام الاستئنافي القاضي عماد الزين، الذي طلب التعاون مع وزارة الاتصالات من أجل معرفة هوّية الشخص المتصل، والمكان الذي اتصل منه».