شتورا ــ أسامة القادري
رغم تأخّر هطل الأمطار لهذه السنة، لم تستجب وزارة الأشغال إلى مناشدة رؤوساء بلديات منطقة شتورا ومواطبيها وصولاً حتى ضهر البيدر للقيام بعملها الوقائي في تنظيفها لأقنية المياه على جانبي الطريق الدولية من مشارف ضهر البيدر وصولاً حتى ساحة شتورا، قبل أن تباغت مياه الشتاء تلك المنطقة التي تتعرض في كل عام في الأيام الأولى لفصل الشتاء للفيضانات التي تداهم المنازل والمحال التجارية المنتشرة على جانبي الطريق بسبب انسداد الأقنية بالنفايات والأتربة وبالحشائش رغم ضيقها لكونها أقيمت منذ زمن بعيد ولم تعد قادرة على استيعاب الكم الكبير من هذه الأوساخ بعد مد العديد من المواطنين مجاري الصرف الصحي إليها بطرقة غير الشرعية، مما يضاعف من تلوث المياه. فهذه الأقنية كانت قد استُحدثت لجر مياه الشتاء الى نهر شتورا والليطاني.
إلا أن المناشدة أتت تداركاً للكوارث الاقتصادية التي تلحق بالمؤسسات الخاصة والعامة في كل عام، عدا عن حوادث السير التي تتزايد وتحصد الأرواح نتيجة هذا الإهمال المتمادي لتلك المنطقة، لتسجل فيما بعد أنها كوارث طبيعية. مما حدا ببعض أصحاب المحال التجارية الى إنشاء أقنية صغيرة أمام محالّهم تخفيفاً للضرر الذي يلحق بهم من الشتاء. والبعض الآخر يعمل على تنظيف «المجاري» بنفسه تحسّباً لما قد يقطع بأرزاقهم. «ما بيحك جلدك غير ظفرك» بهذه العبارة حاول مروان مشعلاني صاحب محل على طريق المريجات أن يبرر إنشاءه مسرباً للمياه أمام باب محله، لكونه تعوّد انسداد مجاري المياه التي لا تجد غير المحالّ مهرباً لها.
أمّا دوري خاطر، فيختلف وضعه عن وضع سمير، فمحلّه في أسفل المنحدر في أول ساحة شتورا، ولا طاقة للأقنية على استيعاب الكميات الهائلة المنجرفة التي تتحوّل الى برك من الوحول لتحدث في محله كارثة، وخاصة في المستودع مما اضطرّه أخيراً إلى أن يستغني عنه.
أمّا سائق التاكسي حسني الزغلول، فرأى أن هذه المعاناة ليست بجديدة ..»بأيام الشتاء بنشوف الموت بعيونا»، فهذه الطريق تشهد انجراف المياه مما يعوّق قيادة السيارة. وعن الجهة المسؤولة عن تنظيف هذه الأقنية كانت «للأخبار» جولة على رؤساء بلديات منطقة شتورا الذين أجمعوا على أن المسؤولية تقع على وزارة الأشغال.
رئيس بلدية جديتا العميد المتقاعد وهيب قيقانو أعرب عن أسفه لعدم استجابة وزارة الأشغال للكتاب المقدّم إليها لتنظيف الأقنية على جانبي الطريق الدولية، الذي يقع ضمن نطاق عمل الوزارة لا البلديات. «نحن كبلدية قمنا بتنظيف الأقنية في الطرقات العامة داخل البلدة، التي تقع في نطاق عمل البلدية».
أمّا رئيس بلدية مكسة خليل الميس فقد حمّل المواطن المسؤولية، بدءاً بالذي يجعل من جانبي الطرق سلة قمامة وصولاً إلى الذي يحوّل أقنية مياه الشتاء الى «مجارير» بعد مدّه أقنية الصرف الصحي إليها بطرقة غير القانونية وغير الشرعية، ممّا يضيف الى الفيضانات روائح المياه المبتذلة. في ما خصّ الخطة الوقائية المفترضة قبل بدء فصل الشتاء، قال الميس «قمنا كبلدية بما يجب علينا فعله في ما يخص نطاق عملنا، لكن بالنسبة إلى الأقنية الممتدة من المريجات حتى ساحة شتورا فإن هذه من ضمن نطاق عمل وزارة الأشغال، التي لم تتحرّك رغم مطالباتنا الحثيثة».
كذلك رأى رئيس بلدية شتورا نقولا عاصي أن مسؤولية تنظيف الأقنية على جانبي الطريق الدولية هي من صلاحيات وزارة الأشغال، «لا طاقة للبلديات على كلفة تنظيفها، وهذا التأخير لا يعفي الوزارة من مسؤوليتها في الكوارث التي ستصيب المنطقة». أضاف «نحن كبلدية شتورا رفعنا كتاباً الى وزارة الأشغال لتنظيف مجرى نهر شتورا والأقنية على الطريق الدولية، وقد جاء الرد هذه السنة بأنها تابعة لوزارة الموارد المائية، التي رفعنا اليها كتاباً ننتظر الرد عليه».
وأخيراً تمنّى رؤساء البلديات أن لا تكون هذه السنة مثقلة بالشتاء الغزير حتى لا تتسبب بكوارث تصيب أهالي هذه المنطقة.