البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
كشف الاجتماع الذي عُقد بعيداً عن الإعلام في مخيّم البدّاوي بين المفوّضة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» كارين أبي زايد، ووفد من رؤساء الأقسام والمسؤولين في الوكالة الدولية، مع ممثلي الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في الشّمال، عمق الالتباس والتباين بين الطرفين بخصوص معالجة مشاكل نازحي مخيّم نهر البارد، ووصول الأمر إلى حدّ توجيه الاتّهام المباشر للأونروا بالتقاعس عن أداء دورها، وهو الأمر الذي حرصت أبي زايد على نفيه.
مصادر فلسطينية مطّلعة حضرت الاجتماع الذي عُقد في مبنى المدارس الجاهزة التي تشيّدها الأونروا في محيط مخيّم البدّاوي، أوضحت لـ«الأخبار» أنّ أبي زايد أبدت لممثلي الجانب الفلسطيني «دهشتها ومفاجأتها بسماع معلومات ومعرفة أمور لم تطّلع عليها سابقاً، وخصوصاً في ما يتعلق بالجانب الإغاثي ومعاناة النازحين».
ووصفت المصادر الاجتماع بأنّه كان «غاضباً وشابه بعض التوتر»، أقله من الجانب الفلسطيني، وذلك بعدما وجّه بعض مسؤولي الفصائل واللجان الشعبية اتهامات مباشرة للأونروا وللحكومة اللبنانية و«تحميلهما مسؤولية التقصير تجاه النّازحين، وأنّ مخيّم نهر البارد ونازحيه تُركوا يواجهون قدرهم ومصيرهم بأنفسهم»، وهو الأمر الذي دفع أبي زايد للقول بأنّها «حزينة لسماع مثل هذا الكلام»، لافتة إلى أنّ الأونروا «تسعى بكلّ جهد لخدمة ومساعدة الشعب الفلسطيني»، ومشيرة إلى أنّ «وجودي وكبار المسوؤلين ورؤساء الأقسام في الوكالة هنا أكبر دليل على ذلك، من أجل متابعة كلّ القضايا العالقة ومعالجتها»، ومتوجهة إلى الحضور قائلة: «إنّ الوضع الفلسطيني في لبنان يحظى بأولوية عندي، مثلما هو الحال بالنسبة إلى الوضع في الضفّة الغربية وقطاع غزة».
وأشارت المصادر إلى أنّ الاجتماع الذي استمر ما يقارب ساعتين بحث في «مصير الجزء القديم من المخيّم ومستقبله، ومستقبل العام الدراسي بالنسبة إلى الطلاب الفلسطينيين، وقضايا الإيواء المؤقّت، والجوانب الصحّية، وحملات الإغاثة، ومستلزمات العائلات النازحة والعائدة في فصل الشتاء من ألبسة وأغطية ومؤن ومواد تدفئة»، ما دفع أبي زايد إلى التوضيح أنّ الأونروا «ملتزمة إعادة إعمار كلّ ما تهدّم، وتنفيذ كلّ ما وعدت به»، مشدّدة على أنّه «لن يتمّ التخلّي عن الفلسطينيين، وسيتمّ العمل سريعاً على معالجة كل أشكال المعاناة وتخفيفها».
في موازاة ذلك، رأى مسؤول «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في الشمال أركان بدر «أبو لؤي» أنّ «الاجتماع لم يأت بأيّ جديد»، منتقداً «أداء الأونروا وتقصيرها الكبير في إغاثة مخيّم نهر البارد المنكوب»، ومؤكّداً أنّ الفصائل «لم تسمع أيّ إجابة شافية عن جملة من التساؤلات والهواجس التي عرضها الجانب الفلسطيني في الاجتماع، وهو ما يشير بوضوح تام إلى أنّ الأونروا لا تملك خطّة طوارئ واضحة ومحدّدة بتواقيت زمنية، لمعالجة عدد من الملفات الهامة، التي يتمثل أهمها بتأمين احتياجات العائدين إلى بيوتهم في الجزء الجديد من المخيّم، وتحسين ظروف الإيواء المؤقّت، وتأمين مساكن بديلة للنّازحين المقيمين في مدارس الأونروا في مخيّم البدّاوي من أجل إنقاذ العام الدراسي، ودفع بدل إيجارات لجميع المستأجرين، وتأمين لوازم واحتياجات فصل الشتاء».
على صعيد آخر، بدعوة من «جمعية الغوث الطبّية»، زار قنصل المجر في لبنان بيتار لازار مخيّم نهر البارد، يرافقه رئيس «جمعية الصداقة اللبنانية ـــــ المجرية» الدكتور محمود الشوربجي، وتفقّد الأهالي المقيمين في المساكن المؤقتة، واطّلع على أوضاعهم ومشاكلهم، كما استمع إلى شرح تفصيلي عن نشاط مركز الغوث الطبّي من مديره والعاملين فيه.
ولفت لازار إلى أنه يشعر «بمعاناة النّازحين العائدين، والظروف النفسية والاجتماعية الصعبة التي يعيشونها»، واعداً بأنه سيعمل «من أجل تقديم ما أمكن من مساعدة في الجوانب الصحية والإغاثية».