رنا حايك
يفوق الحجم السنوي لأسواق المياه المعبّأة في العالم 90 مليار ليتر، وتقدّر قيمته السنوية بـ 22 مليار دولار أميركي. يميل المستهلك إلى شراء المياه المعبّأة، اعتقاداً منه بأنها أكثر سلامة من تلك التي تصل إلى المنازل عبر شبكات التوزيع. والحقيقة أنها لا تكون كذلك في معظم الأحيان. فهي غالباً ما لا تتطابق مع المواصفات العلمية، إذ تحتوي على نسب عالية من الكلور الذي يستخدمه المعلّب لقتل الجراثيم، أو على أحياء قولونية تُثبت تلوّثها بمياه الصرف الصحي أو تعرّضها لقلة النظافة أثناء نقل المياه وتعبئتها وحفظها. أمّا حين تحتوي على نسب عالية من النيترات، فذلك يعني أنها قد عُبّئت من منابع تجاورها مناطق استخدمت فيها الأسمدة الزراعية بكثافة.
هذه الشوائب المذكورة تسبّب اضطرابات معويّة وإسهالات وأمراضاً سرطانية على المدى الطويل.
ففي لبنان، أطلقت وزارتا الاقتصاد والصحة العامة ومصلحة حماية المستهلك مشروع فحص المياه المعبّأة منذ عام 2003. وكانت الإحصاءات تشير إلى أن نسبة التلوّث الجرثومي تبلغ حوالى 76% قبل انطلاق الحملة، إلا أنها انخفضت إلى 9.5% أواخر عام 2004، وخصوصاً بعد أن أثبتت النتائج أن 21 عيّنة من أصل 221 غير صالحة للشرب مأخوذة من 21محلاً تبيع يومياً ما يقارب 22 ألف ليتر، موزّعة على المناطق اللبنانية المختلفة.