أفاد مندوب «الأخبار» في طرابلس عبد الكافي الصمد، أن مجهولين قَتَلوا عند السادسة من صباح أمس محمد صابر العمر، وهو أحد أعضاء الحزب العربي الديموقراطي، أثناء توجههه مع عربة القهوة التي يعمل عليها الى طلعة العمري، عند «الحد الفاصل» بين منطقتي التبانة وجبل محسن في طرابلس. فبعد وصوله بدقائق إلى المكان، مرّت سيّارة مسرعة كان بداخلها شخصان أطلقا منها النّار باتجاهه، فأصاباه بستّ رصاصات في رأسه ورقبته وصدره، وفرّا باتّجاه سوق القمح المجاورة، وقد نقل العمر (47 عاماً) إلى المستشفى الإسلامي وما لبث أن فارق الحياة.إثر الجريمة، استعادت منطقتا باب التبّانة وجبل محسن أجواء التوتر والتشنّج بينهما، مترافقةً مع انتشار كثيف للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في شارع سوريا الرئيسي الفاصل بين المنطقتين، وفي الشوارع والأحياء الأخرى المتفرّعة منه، وخصوصاً خلال تشييع العمر عصراً في منطقة جبل محسن.
وحضر النائب العام الاستئنافي في الشّمال القاضي عماد الزين، وقاضي التحقيق ميشال سركيس، وقائد سرية درك طرابلس العقيد بسّام الأيّوبي، الى مكان الحادث وعاينوا المنطقة، قبل أن تباشر الأجهزة المختصّة رفع البصمات والأدلة، وإجراء التحقيقات.
وأصدر الحزب العربي الديموقراطي بياناً شجب فيه «هذه الأعمال التي تؤدّي إلى الفتنة الطائفية»، وأهاب بالمسؤولين «الكشف عن هذه العصابة ومعاقبتها».
وأوضح رفعت نجل النائب السابق علي عيد لـ«الأخبار»، أنّ الشخصين اللذين أطلقا النّار على العمر «غير معروفين من جانب أهالي المنطقة، وأن وجهيهما غير مألوفين»، مرجّحاً أن «يكونا قد أتيا من خارجها من أجل افتعال فتنة».

تهديد بالقتل والتصفية

وفي المنية، عقد عضو مجلس أمناء «تجمّع العلماء المسلمين» في لبنان الشيخ مصطفى ملص مؤتمراً صحافياً في منزله أمس، وسط إجراءات أمنية اتخذتها قوى الأمن الداخلي في محيط المنزل والطرقات المؤدّية إليه. وقال فيه إنه تلقّى اتصالاً من مجهول مساء الثلاثاء الماضي عند الساعة الثامنة والدقيقة الثانية والأربعين، من هاتف عمومي وهدّده بالقتل. وقال ملص إن المتصل قال له حرفيا «قربت نهايتك، هيّىء حالك للموت أنت ومرافقينك، وابتداءً من بُكرا قرّبت نهايتكم»، وعندما سأله عن هويته «قال إنه من تيار المستقبل».
وأضاف ملص إنه تقدّم بدعوى لدى النيابة العامة الاستئنافية في الشّمال ضدّ مجهول بجرم «التهديد بالقتل لأسباب سياسية»، وأوضح لـ«الأخبار» أنّ «الرقم الذي تمّ الاتصال بي منه، يعود إلى كابين هاتف عمومي موجود في بلدة بحنين المجاورة، والشخص المتصل يُرجّح أن يكون من أبناء المنطقة، لأنّ لهجته ليست غريبة، إضافةً إلى أنّه اتصل في الفترة نفسها بسائقي ومرافقي، وهددهما بالعبارات نفسها».
وسأل الشيخ «ما معنى أن يصل بهم الأمر إلى تهديدنا بالقتل، بعد اتصال هاتفي من مجهول زعم أنّه من تيّار المستقبل؟».

اشتباك في بشامون

وفي حي الزهور في بشامون، اشتبه شبان من الحي بركاب سيارة BMW 520 زرقاء، بأنهم كانوا يراقبون سيارة لأحد المسؤولين السياسيين في المنطقة عند الساعة الثالثة والنصف من فجر أمس. فأوقف الشبان السيارة، وبدأوا بتفتيشها ليعثروا مع ركّابها على سلاح فردي. ومن ثم حضرت سيارة من نوع رينو 12 لونها غامق، وأطلقت النار باتجاه شبان الحي، وما لبث أن تطور الموقف وحصل تبادل لإطلاق النار بين الطرفين. على أثر ذلك حاولت سيارتا الرينو والـBMW الفرار، إلّا أن قوة من الجيش تدخلت، وأوقفت ركّاب سيارة الـBMW وهما أ. ع. وم. ب.

إجراءات مشددة في صور

ومن صور، أفادت مندوبة «الأخبار» بهية العينين أن أهل مخيمات صور فوجئوا بالتدابير الأمنية التي بدأ الجيش اللبناني باتخاذها ظهر أمس والمتمثلة بإغلاق تام لجميع المفارق المؤدية الى المخيمات باستثناء المداخل الرئيسية.
وتجمعت نساء مخيم البص لاعتراض الجيش حرصاً على أي اشتباك قد يحصل بين رجال المخيم والجيش، عند تحرك الأخيرين لاستبدال السواتر الترابية والبراميل بمربعات اسمنتية.
وتدخل مسؤول أمن البص التابع لحركة فتح محمود سالم وأبعد النسوة، وارتفعت وتيرة الاتصالات بين الفريقين الللبناني والفلسطيني، وقد أدت إلى تعديل بسيط، فسمح بترك ما يقارب متر عند بعض المفترقات الهامة، وخاصة تلك التي تؤدي الى الشارع العام لمدينة صور. وقد رأى مصدر لبناني مطّلع أن هذه الإجراءات الأمنية عادية، وهي أعدّت لمخيمي البرج الشمالي والرشيدية بشكل أساسي.

قطع طريق المطار

من ناحية أخرى، هدأ الوضع في طريق المطار بعدما أقدم أهالي منطقة الرمل العالي على قطع الطريق قرب مستشفى الرسول الأعظم ليل أول من أمس، إثر انتشار شائعات عن تعرض ثلاثة شبان للاختطاف على أيدي عناصر من حزب «القوات اللبنانية» في معراب. وبعدما أكدت قوى الأمن الداخلي أنها هي من أوقفت الشبان، إثر الاشتباه بهم عندما كانوا يصوّرون بهواتفهم الخلوية قرب منزل جعجع، فتحت الطريق نهائياً بعد إقفالها أكثر من مرة، عند الواحدة من فجر أمس. وأطلقت القوى الأمنية ليل أول من أمس سراح اثنين من الموقوفين هما ع. ي. وح. د. وحتى مساء أمس كان الشاب الثالث، ح. ع.، لا يزال قيد التوقيف لدى فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
(الأخبار)