حمّل رئيس الجمهوية العماد إميل لحود «بعض الجهات الدولية» مسؤولية الحؤول «دون توافق اللبنانيين على إتمام الاستحقاق الرئاسي في مناخات إيجابية ووفاقية»، عبر «دعم فريق من اللبنانيين على حساب فريق آخر لمنع انتخاب رئيس جديد (...) يحافظ على قوة لبنان ويرفض الرضوخ للضغوط الخارجية التي تمارس عليه للتنازل عن حقوقه المشروعة في السياسة والاقتصاد والأمن»، ورأى أن تدخّل هذه الجهات يشمل «الضغط الأمني من خلال الجرائم التي ترتكب بحق قيادات لبنان السياسية والإعلامية».وأبلغ لحود نائب رئيس حزب المحافظين البريطاني النائب مايكل انكرام، وهو وزير الظل للشؤون الخارجية البريطانية والوزير السابق لخارجية إيرلندا، خلال استقباله له أمس بحضور مدير «منتدى النزاعات» اليستر كروك، أن أي ضرر يلحق بلبنان هو لمصلحة إسرائيل والجماعات الإرهابية. وقال إن لبنان «مستهدف اليوم من جهات تدّعي العمل على تعميم الديموقراطية، لكنها في الواقع تسعى لفرض إرادتها عليه ودفعه الى خيارات لا تخدم وحدته».
وجدّد تأكيد تمسك لبنان بحق العودة للشعب الفلسطيني الى أرضه، رافضاً كل المحاولات الجارية لتوطينه في لبنان، ومعتبراً أن مؤتمر السلام المزمع عقده قريباً لا يمكن أن يسفر عن نتائج إيجابية إذا لم يكن هدفه الوصول الى سلام عادل وشامل ودائم، يقوم على مبدأ الأرض في مقابل السلام، وعلى المبادرة العربية للسلام من دون أي اجتزاء.
وإذ ركّز على دور لبنان في التصدي لظاهرة الإرهاب، رفض وصف المقاومة بأنها «إرهابية» لأن «دورها كان وسيبقى تحرير الأرض اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي، وهذا حق راسخ وثابت من الحقوق اللبنانية التي لا يمكن التنازل عنها قبل إحلال السلام العادل والدائم في المنطقة».
ودعا الإدارة البريطانية الى مقاربة الشأن اللبناني بموضوعية وحياد، والعمل «على تمكين اللبنانيين من إنجاز الاستحقاق الدستوري في أجواء توافقية ووفقاً للأعراف والأصول الدستورية، لأن في ذلك احتراماً للإرادة اللبنانية الجامعة».
واستقبل سفير الصين ليو زيمينغ مع وفدين من الجمعية الصينية للصداقة مع شعوب العالم والرابطة اللبنانية ـــــ الصينية للصداقة والتعاون، لمناسبة انعقاد مؤتمر حول الاستثمارات المتبادلة بين البلدين. ونوّه بالدعم الصيني للبنان في المحافل الإقليمية والدولية، وأهميته «لكون الصين على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانيين».
ثم التقى رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد الذي اتهم «الأميركيين وفريقاً من اللبنانيين» بأنهم «يعملون على إطاحة كل المنجزات الوطنية التي تحققت في المرحلة الماضية، وعلى تعريض أمن لبنان واستقراره لأفدح الأخطار من خلال محاولاتهم المستمرة توريط أحد أهم عوامل القوة في لبنان، أي المقاومة ووحدة الجيش اللبناني وعقيدته القتالية، في مواجهة العدو الصهيوني، وتالياً تعريض التماسك الوطني للاهتزاز».
ودعا سعد «في ظل الصعوبات التي تضعها الإدارة الأميركية في مواجهة التوافق بين اللبنانيين، إلى قيام حكومة إنقاذ وطني تتحمل مسؤولية إدارة البلاد وتجري انتخابات نيابية مبكرة وتنجز الاستحقاق الرئاسي».
والتقى بعد ذلك النائبين السابقين محمد برجاوي وعمار الموسوي، ونقل عنه الأخير «تأكيده أن هناك أمانة وهو معني بتسليمها ووضعها في نصابها، ولن يسمح لا بالفراغ ولا بالهيمنة على السلطة بطريقة غير دستورية»، إضافة الى «أنه ما زال مؤمناً بأن هناك فرصة للتوافق من خلال خيارات يمكن الاتفاق عليها واختيار رئيس توافقي».
وقال الموسوي إن «الطرف الثاني يلعب لعبة الوقت حتى النهاية، وما خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلا ليظهر لهذا الفريق أن لعبته باتت مكشوفة ولن تجدي نفعاً، وفي المقابل فإن هذا الفريق عوضاً عن سلوك الطريق الوفاقية، فتح النار على خطاب السيد نصر الله بهدف تعطيل مثل هذه المساعي».
وختم «أننا كنا ولا نزال مع أي مسعى وفاقي، ولكن نقول للآخرين إن لعبة شراء الوقت لا تنطلي لا علينا ولا على قوى المعارضة، وإن الجميع متنبه لهذا الأمر، ومستعد لمواجهة لحظة الحقيقة».
واستقبل لحود أيضاً الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي جبران عريجي، ورئيس تحرير مجلة «الأفكار» وليد عوض الذي شكر له منحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط تقديراً لعطاءاته الوطنية والإعلامية والمهنية.
وكرّم جمعية الراهبات الأنطونيات بمنحها وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذا السعف، تسلمته الرئيسة العامة الأخت فيليسيته ضو، منوهاً بدورها التربوي والثقافي والروحي.
(وطنية)