strong>التقى بري والسنيورة وصلوخ والحريري ويزور صفير اليوم
رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن إجراء انتخابات الرئاسة بحسب الدستور خطوة نحو استقلال لبنان، مؤكداً أن الرئيس المقبل يجب أن يتمتع بأوسع تأييد ممكن من اللبنانيين.
وصل بان إلى بيروت مساء أمس، آتياً من تونس للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في تطورات الاستحقاق الرئاسي في لبنان، ودور الأمم المتحدة في دعم لبنان، وخصوصاً في هذه المرحلة. وكان في استقباله، في المطار، وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون وسفيرا إسبانيا وكوريا الجنوبية في لبنان، وسط تدابير أمنية مشددة للغاية.
ولدى دخوله إلى قاعة الشرف في مبنى كبار الزوار في المطار، عقد بان خلوة مع الوزير صلوخ الذي شرح الوضع في لبنان وطبيعة عمل القوات الدولية، مشيداً بدور هذه القوات، ومؤكداً «التعاون مع الأمم المتحدة».
من جهته، قال بان: «أنا سعيد جداً لوجودي في بلدكم، على حدود المتوسط. أعلم أن الوضع السياسي في لبنان معقّد وصعب جداً، ولبنان يقف على مفترق طريق في تاريخه الحديث. وإن اجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، يتم فيها انتخاب رئيس للجمهورية حسب الآلية الدستورية ودون تدخل خارجي، خطوة مهمة في طريق تطور لبنان كدولة ديموقراطية حيوية تشكل الحجر الأساس في سعي لبنان لاستعادة استقلاله السياسي التام وسيادته ولضمان وحدة أراضيه».
وأشار إلى «أن انتخاب رئيس جمهورية جديد، يجب أن يتم في موعده وحسب الآلية الدستورية، ويجب على البرلمان اللبناني أن يدعو النواب إلى جلسة الانتخاب، وعلى الرئيس أن يكرس جهوده لضمان احترام الدستور واحترام الشرعية الدولية».
أضاف: بصفتي أميناً عاماً للأمم المتحدة، أكرس جهوداً كبيرة من الوقت والعمل لبلدكم العظيم، وسوف ألتقي خلال زيارتي المسؤولين اللبنانيين لمساعدة لبنان ولضمان الديموقراطية فيه، وأولوياتي تصب في مصلحة احترام قرارات مجلس الأمن، وبالطبع الدستور اللبناني. وأعدكم بأنني سأبذل كل ما في وسعي لأجل لبنان، وهذا جزء من واجباتي، وخصوصاً أن لبنان هو عضو فعال في الأمم المتحدة، وآمل أن يفكر ويتصرف بهذه الطريقة جميع المسؤولين اللبنانيين إلى أي جهة سياسية انتموا، وذلك لمصلحة بلدهم».
وأكد «أن الرئيس الجديد للبنان، عليه أن يتمتع بأكبر قدر ممكن من التأييد بشكل يجعله يتمكن من تمثيل الشعب اللبناني». وقال: «أنا هنا أيضاً لكي أعلم المسؤولين اللبنانيين بأنني عيّنت السيد دانيال بيلمار خلفاً للقاضي سيرج براميرتس، وسأعمل ما في وسعي من أجل تسريع إنشاء المحكمة الدولية، وهذا الموضوع لا عودة عنه».
ورحب الوزير صلوخ بالأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه صديق للبنان، وقال: «هذه الزيارة تعكس الشعور النبيل الذي يكنّه لهذا البلد. لقد استقبلنا وفوداً كثيرة في الأيام القليلة الماضية، ونستقبل الآن الأمين العام ونرجو أن تتوّج مساعيه الخيرة جميع المساعي التي بذلت سابقاً وينجح ويوفق في مهمته، وأن يصار إلى وفاق واتفاق من أجل انتخاب رئيس جمهورية يرضي جميع اللبنانيين وذلك في الوقت المحدد وبناءً على الدستور اللبناني».
ومن المطار انتقل بان إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولم يدل بعد اللقاء بأي تصريح. وتوجه إلى قريطم حيث التقى النائب سعد الحريري، يرافقه موفده الخاص تيري رود لارسن وبيدرسون. وقد حضر اللقاء نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للحريري أنه جرت مناقشة الأوضاع في لبنان والاتصالات الجارية بين مختلف الأطراف لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، كما تم التطرق إلى الوضع العام في المنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان والأمم المتحدة، وخصوصاً ما يتعلق بالدور الذي تقوم به المنظمة الدولية لمساعدة لبنان في تطبيق القرارات الدولية.
وبعد الاجتماع الذي استمر ساعة، وقبيل مغادرته قريطم، دوّن الأمين العام للأمم المتحدة كلمة في السجل الخاص للرئيس الشهيد رفيق الحريري الكلمة الآتية: «مع فائق احترامي إلى الشهيد رفيق الحريري الذي ضحّى بحياته من أجل السلام والأمن والازدهار في لبنان. أعبر عن التزامي الصارم بالعمل معاً ومع الشعب اللبناني لإحلال السلام والوفاق».
ثم التقى بان في السرايا الكبيرة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي أقام على شرفه عشاء عمل. ومن المقرر أن يلتقي بان اليوم البطريرك الماروني نصر الله صفير.
(وطنية)