تمنى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون على البطريرك نصر الله صفير ألّا يعتبر أن عليه واجب تسمية المرشحين لرئاسة الجمهورية لاختيار واحد منهم، ودعا اللبنانيين إلى رفض السياسة الأميركية لأنها تقوم بالتفرقة، ورفض «رئاسة معلّبة بهدف خلق صدام وطني».هذه المواقف جاءت بعد اجتماع «تكتل التغيير والإصلاح» برئاسة عون الذي وصف الأزمة بأنها حادّة. وقال: «استعرضنا المبادرة الفرنسية المطروحة، التي أتت خارج إطار الأشكال الدستورية، بحيث كان هناك نوع من الاستثناء في حياتنا الديموقراطية وذلك عندما يطلب من غبطة البطريرك اختيار 5 أسماء أو عشرة ليتم إرسالها إلى المجلس النيابي ليختار بدوره واحداً منهم، علماً بأننا كنا نتمنى أن يحصل العكس، فما دمنا نريد استثناء القواعد الدستورية والقوانين، فلترسل لائحة إلى غبطة البطريرك وليختر هو أحد الأسماء، لأن من يريد تحمّل مسؤولية التسمية عليه أن يدرك أنها كبيرة».
ورأى أن هذه الطريقة «هي الأمثل، حتى لو كانت من ناحية الشكل الدستوري غير صحيحة»، متمنياً على صفير «ألّا يعتبر نفسه مسؤولاً بأن عليه واجب التسمية، وإذا لم يسمّ فسيخرب البلد، لأن من يخرّب البلد هو رئيس غير متفق عليه من كل الأطراف المعنيين».
وأعلن عون أنه عندما وجد أن من غير الوارد أن يأخذ دعم تيار «المستقبل» طرح بديلاً بتسمية رئيس يكون لديه تفاهم وبداية حل مع «حزب الله»، لأن التحالف الشيعي يمثل كل الشيعة، ولا يمكن أن يكون هناك رئيس غير متوافق عليه. وهنا أحمل المسؤولية لكل النواب ومن أي تكتل كانوا، وبخاصة نواب تيار «المستقبل»، بانتخاب رئيس للجمهورية ولو كان بنصاب الثلثين، إذ لا يجوز إلغاء ثلث الشعب اللبناني من الوفاق اللبناني ومحاولة عزله، لأن هذا يعني بداية لضرب الاستقرار في لبنان وإدخاله في المجهول، وليس عدم انتخاب رئيس هو الذي يدخل لبنان في المجهول».
وإذ افتخر أنه في حياته لم يعمل مع فريق ضد فريق، أكد أنه «لن نكون حلفاء لا بالخفي ولا بالجهر مع أي فريق ضد أي فريق»، ووصف تصريح رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري الذي قال فيه «لا نؤيد العماد عون لأنه متحالف مع حزب الله»، بأنه «يعني إعلان عداء كبير ليس ضدي أنا، ولكن عداء مع من أتحالف معه»، داعياً الحريري «إلى إنقاذ الوحدة الوطنية حتى تبقى الجمهورية» لأنه «أول إنسان متضرر من أي حركة تضرب الاستقرار في لبنان (...) فإذا كان «حدا عم يلعبلو براسو» في أي عاصمة أو محلياً، عليه أن يعي عمله لأن نتائجه وخيمة جداً».
وقال: «أريد أن أخبر جميع اللبنانيين ماذا يقال عن الوضع. أحد المرشحين الرئاسيين ذهب إلى السفير الأميركي يطلب دعمه لأنه يملك الكفاية والقدرة على أن يكون رئيس جمهورية لبنان. قال له السفير: نريد منك طلباً واحداً وهو نزع سلاح «حزب الله»، قال له المرشح «بسيطة»، أرسل إليهم رجال الأمن لنزع السلاح. ضحك السفير، وقال له «عم تضحك عليي». هل قوى الأمن ستنزع سلاح حزب الله؟ فقال له: أرسل الجيش. أجابه السفير: «ولو، الجيش خلال 106 أيام في نهر البارد خسر 170 قتيلاً وعدداً من المصابين والمعوقين مدى الحياة. هذا ليس اقتراحاً. قال له المرشح: أطلب النجدة من القوات الدولية في الجنوب. أجابه إن هؤلاء أتوا إلى لبنان لكي يقوموا بوضع تقارير، لا المحاربة، فعندما يبدأ القنص يرحلون. ثم قال له المرشح: أستعين بإسرائيل. فأجابه: يبدو أنك لم تتعلم شيئاً من حرب تموز. فقال له: «أنتم دولة عظمى تحارب أينما كان وعندها مطارات متجولة لا تعدّ ولا تحصى، أنتم تساعدوننا. فقال له السفير: نحن نغرق في مستنقع العراق ولا نعرف كيف نخرج منه. فعلق المرشح بغضب: إذاً، هل أنا من سينزع سلاح «حزب الله»؟».
وأكد عون أن «الولايات المتحدة تضعنا في موقع مستحيل للتصادم الدائم»، طالباً من «جميع اللبنانيين في مختلف طوائفهم وأحزابهم وإيمانهم. ألا يسيروا بهذه الخطة، ورفض السياسة الأميركية لأنها هي من تقوم بالتفرقة، ورفض رئاسة تأتي معلّبة بهدف خلق صدام وطني».
وختم بالقول : «ضحّينا بكل شيء في سبيل الوحدة الوطنية، ونحن الآن على استعداد كي نضحي بكل شيء في سبيلها».
(وطنية)