حدث اشتباك مسلّح في مخيم برج البراجنة ظهر أمس، بين أفراد من عائلتي البشير والهابط ينتمون إلى عدة فصائل فلسطينية، ومنها حركة فتح والجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة. وأدى الاشتباك إلى إصابة شاب من آل بشير إصابة طفيفة برصاصة غير مباشرة. وذكر مصدر أمني أن الخلاف بدأ ليل أول من أمس بين شاب من آل الهابط (والده مسؤول في حركة فتح)، وآخر من آل بشير محسوب على الصاعقة. ويتعلّق سبب الخلاف بمعاكسة فتاة. وتدخّل عدد من المنتمين إلى الفصائل الفلسطينية لحل الموضوع فور بدئه، لكنه تجدّد ظهر أمس بإطلاق للنار بين أفراد العائلتين، من دون أن يؤدي ذلك إلى اشتباكات بين «فتح» والقيادة العامة كما تردد في وسائل الإعلام، لأن الخلاف، كما شددت مصادر الطرفين، انحصر في الجانب العائلي. وعلم أن اتصالات أجراها حزب الله أدت إلى تدخل فتح والقيادة العامة لدى أبناء العائلتين لحل الخلاف. وبعد الظهر، عقد اجتماع بين ممثلي الفصائل الفلسطينية في المخيم، وجرى التأكيد على ضرورة العمل بين أبناء العائلتين لإنهاء الخلاف. واتفق ممثلو الفصائل على تأليف لجنة تحقيق «لمحاسبة كافة من يثبت تورّطهم في الاشتباك إلى أي فصيل انتموا»، كما أكّدت مصادر المجتمعين لـ«الأخبار». وذكرت مصادر قيادة حركة فتح لـ«الأخبار» أن الخلاف كان عائلياً ولا علاقة لحركة فتح أو «القيادة العامة» به.وفي اتصال مع «الأخبار» أكّد مسؤول الجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز أنه «لا علاقة للجبهة، لا من قريب ولا من بعيد، بالاشتباك الذي حصل، وأن الموضوع جرى تضخيمه في الإعلام، وهو خلاف بين أفراد عائلتين ينتمي أبناؤهما إلى أكثر من تنظيم فلسطيني». وأكّد رامز أن الجبهة ستسلّم لجنة التحقيق التي تقرر إنشاؤها أي فرد من أفرادها تطلب اللجنة التحقيق معه، كما أنها ستحاسب من يثبت تورطه في الاشتباكات».

حماس والانصار في عين الحلوة

ومن مخيّم عين الحلوة، نقل مندوب «الأخبار» خالد الغربي أن التظاهرة الحاشدة التي نظمتها حركة حماس مرت بسلاسة، رغم استنفار فتحاوي وتجمّع عدد من الشبان والفتية الذين كانوا يحملون رايات حركة فتح قبل انتهاء المسيرة بوقت قصير، لكن بعيداً عنها عند المدخل الشمالي للمخيم، مشعلين النار في إطارات مطاطية، ومطلقين هتافات ضد حركة حماس و«القيادة العامة».
ورغم الاتصالات و«التمنيات» التي تلقتها حماس لإلغاء المسيرة أو تحويلها إلى اعتصام «حفاظاً على أمن المخيّم»، استطاعت الحركة حشد عدد كبير من أنصارها للمسيرة التي ظهر في صفها الأول القيادي في «عصبة الأنصار الإسلامية» الشيخ أبو طارق السعدي، الذي بات حضوره يشكّل نوعاً من مظلة آمنة: «هلق العصبة هون مين بيسترجي يعمل شي؟» يقول الحاج أبو محمود، أحد المشاركين في المسيرة.
كما أن قائد ميليشيا «فتح» في لبنان العميد منير المقدح أدى دور تهدئة بعدما بعث برسائل طمأنة ترجمها على الأرض مستنفراً العشرات من مسلحيه لتوفير الأمن للمسيرة.
بعد صلاة الجمعة، انطلقت المسيرة تحت عنوان «نصرة المسجد الأقصى ضد الاعتداءات الصهيونية وتضامناً مع القدس وفلسطين»، من أمام مسجد خالد بن الوليد في الشارع التحتاني. وبينما كان يراقب المسيرة، قال المسؤول الإعلامي لـ«فتح» في المخيم إبراهيم الشايب: «هذه هي ديموقراطية فتح، فنحن لا نمارس أفعالهم في القمع والتوتير».
أنباء الاشتباك في مخيم برج البراجنة بدأت تصل مع «تضخيم» إعلامي تكبر كرة ثلجه لتصل إلى حدود أن فتح قمعت مسيرة حماس في عين الحلوة وإطلاق نار وتوتر. وأثار هذا الأمر غضب المشاركين وأبناء المخيم. «عيب تكذّب وسائل الإعلام. نحن في عين الحلوة الآن ولا اشتباكات ولا من يحزنون، أم أن هناك عين حلوة أخرى؟» يقول أحد المشاركين محمد عوض.
وصلت المسيرة إلى حيث بدأت، وكان بانتظارها ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان الذي ألقى كلمة هاجم فيها بعنف «الذاهبين إلى أنابوليس»، مؤكداً أنه لن تكون فتنة بين المخيمات وجوارها وكل ما يحكى عن تورط فلسطيني في الشأن اللبناني هو غير صحيح، وكذلك الكلام على أن فصائل فلسطينية تدرّب هنا وهناك أو أنها قد تخوض معركة ضد فريق هنا أو هناك».
ودعا حمدان إلى تشكيل مرجعية فلسطينية موحدة في لبنان تضم كل الفصائل الفلسطينية ومن يتكلم على الوحدة فعليه الموافقة على هذا الخيار.
(الأخبار)