strong>«نعمل بجهد لانتخاب رئيس جديد للجمهوريـّة وتسليم الأمانة الغالية»
أثنى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على أداء حكومته في مختلف المجالات، مطلقاً على الوزراء لقب حماة الاستقلال، فيما اعتبر هؤلاء أنهم «بتحملهم المسؤولية قاموا بواجبهم تجاه ضمائرهم ووطنهم».
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الوزراء أمس في السرايا الحكومية، وهي الأخيرة له في حال إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية الأسبوع المقبل.
وقال السنيورة مخاطباً الوزراء «مع انعقاد هذه الجلسة تكون حكومتكم، حكومة الإصلاح والنهوض ـــــ حكومة الاستقلال الثاني التي منحها مجلس النواب ثقته، قد أمضت في سدة المسؤولية نحو سنتين وأربعة أشهر. ونحن نأمل بكل صدق وتصميم أن تكون هذه الجلسة هي الجلسة الأخيرة لهذه الحكومة. فنحن نأمل ونسعى كل من موقعه ومن خلال دوره أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال الأيام القليلة المقبلة، لكي يتمكن لبنان حقيقة من الانطلاق إلى آفاق جديدة رحبة».
ورأى «أن عدم التمكن من انتخاب رئيس جديد في المهلة الدستورية هو من السيناريوهات السيئة (...) ولذلك فإننا نعمل وبكل جهد وإخلاص لكي يتم تجاوز هذا الاستحقاق بانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، ونتمكن عندها من تسليم هذه الأمانة الغالية إليه وإلى المجلس النيابي لكي تنتظم الحياة الدستورية والنيابية وتنعكس تداعيات ذلك إيجاباً على شتى مناحي الحياة في لبنان وعلى الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية».
وأضاف: «لقد كان لي شرف تحمل مسؤولية رئاسة هذه الحكومة وأن نمضي معاً في هذه المسيرة الشاقة والتي ما كنت لأظن للحظة أنها ستكون بهذا القدر من العناء وهذا القدر من الصعوبات والمشاكل والتحديات غير المسبوقة بحجمها (...) لكني مع ذلك شديد الاطمئنان، إلى أننا قمنا وبإخلاص بواجبنا الوطني على أفضل ما كان بالإمكان أن نقوم به»، معرباً عن ثقته بأن كلاً منا على درجة عالية من الثقة والارتياح لما قام به وعمل من أجله (...) وفي ما سعينا من أجله لتثبيت دعائم السيادة والاستقلال والديموقراطية، وفي ما عملنا من أجله أيضاً لتخفيف الأعباء والمصاعب على اللبنانيين».
وأشار إلى أن «هذه الحكومة، ومنذ بداية تشكيلها، عملت وكأنها تسير على حد السيف. فهي قد تعرضت للمؤامرات ولهجمات الإجرام والإرهاب وعانت مع الشعب اللبناني مختلف صنوف الويلات والمصاعب»، مؤكداً في الوقت نفسه أنها «عملت بجد ونشاط نادرين واتخذت عدداً كبيراً من القرارات وأنجزت عدداً وافراً من مشاريع القوانين، وأصدرت جملة من المراسيم وعالجت عدداً كبيراً من المشكلات العالقة بشكل لم تنجزه أية حكومة من قبلها».
وقال: «لقد صنتم عبر هذه الحكومة، الاستقلال الذي صنعته الدماء المراقة في بيروت وفي كل المناطق اللبنانية بفعل القتل والإرهاب والتفجير، فكنتم بذلك خير مدافعين عن الحرية والأمل اللبناني بغد أفضل (...) وإذا كان النواب الذين رفضوا التمديد المشؤوم قد عرفوا بنواب لائحة الشرف فاسمحوا لي وبعد هذه التجربة في الممانعة والصمود معكم في هذا المخاض أن أسميكم وزراء حماية الاستقلال، الاستقلال الثاني»، مؤكداً «أن لبنان لا يرضى لأحد أن يفرض عليه وصايته أو أبوّته وبأي شكل من الأشكال (...) لقد أردنا أن يستعيد لبنان سيادته وحريته وأن ينسحب الجيش السوري من لبنان لا لنستبدله بوجود عسكري أو نفوذ سياسي لأي كان على الإطلاق، شقيقاً كان أم صديقاً».
بعد ذلك تحدث نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر الذي شكر للسنيورة قيادته لهذه الحكومة وإدارته لكل الأزمات المتتالية، وتوجه إليه قائلاً: «كنت مميزاً بقدرتك على التحمل، تحمل المآسي التي عاناها البلد وبعض الأذى الشخصي الذي لحق بك من خلال المواقف والممارسات وكنت صلباً وهادئاً وواجهت بشرف وكرامة فأعطيت صورة للبنان في الخارج وفي العالم العربي وأوروبا وأميركا بعد أن كان البعض قد نسي هذا البلد. فكنت سفيراً للبنان وضعت بلدنا على أولويات الدول واستطعت خلق علاقات مع كل رؤساء دول ورؤساء حكومات العالم الذي تعاطيت معهم لتثبت أن لبنان ليس بلداً متوحشاً كما حاول بعض الإعلام في الخارج تظهيره أو من خلال بعض الممارسات في الداخل».
وأضاف: «لقد واجهت الإرهاب الذي تعرض له البلد وتعرضت له الحكومة من خلال محاولات اغتيال زملاء وزراء واغتيال وزير شهيد، ثم واجهت الإرهاب في الشمال. نشكرك على صبرك وإدارتك وكبر أخلاقك وتعاطيك مع كل الملفات الصعبة».
وقد أجمع الوزراء على ما ورد في كلمة نائب الرئيس، ووجهوا الشكر إلى الرئيس السنيورة، مؤكدين أنهم بتحملهم المسؤولية قاموا بواجبهم تجاه ضمائرهم وتجاه وطنهم وأيدوا مضمون الكلمة.
(وطنية)