طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
أراد وزير التربية أن تكون زيارته السبت الماضي إلى الشمال مثمرة، تعويضاً له عن الزيارات السابقة التي كانت تُقابل بردود فعل سلبية من الأهالي، نتيجة عدم الإيفاء بالوعود

تغيّر مشهد استقبال وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني ووداعه في الشمال. فبعدما كان أهالي باب التبّانة والبدّاوي ينفذون الاعتصامات ويقطعون الطرقات احتجاجاً، رُفعت أخيراً اللافتات التي ترحب بالوزير قباني، وقُدّمت له الدروع التذكارية وباقات الورود بالمناسبة. وكانت المدارس الرسمية في البداوي قد أخليت من نازحي مخيم نهر البارد، وأُعيد تأهيلها من أجل انطلاق العام الدراسي بعد تأخره أسابيع.
قبّاني ردّ على الحفاوة غير المسبوقة بإبدائه الحرص على زيارة المدارس الثماني التي كان يقيم فيها النّازحون (اثنتان في باب التبّانة وستّ في البدّاوي). وتفقد الطلاب في غالبية الصفوف، حيث طلب من مديري المدارس عدم رفض أيّ تلميذ، وإن لم يدفع رسوم التسجيل أو رسوم صندوق الأهل، واعداً بتلبية طلباتهم الأساسية والعاجلة في أقرب فرصة.
وفيما تفقد الوزير متوسطة باب التبّانة الرسمية، تجمّع حوله بعض أهالي المنطقة، ولفتوا نظره إلى أنّ تسجيل أبنائهم في معهد طرابلس الفني العالي يواجه صعوبات عدّة، نتيجة عدم توافر مقاعد كافية للطلاب، فضلاً عن تدخل وساطات عديدة من سياسيين ومسؤولين لتسجيل طلاب على حساب آخرين، فوعد بحلّ الموضوع. إلا أنّ الذين راجعوه لم يملكوا إلاّ أن يضربوا كفّاً بكفّ بعد خروجه، فتوجّه أحدهم إلى الآخر قائلاً: «لكنّنا لم نعطه ملفاً، ولا اسماً أو رقماً، وهو لم يُدوّن شيئاً، فكيف سيحلّ الموضوع؟».
غير أنّ زيارة قبّاني إلى طرابلس والبدّاوي لم تسلم من انتقادات وُجهت إليه، فالنّائب مصباح الأحدب وصف الزيارة بالاعتذار عن تقصيره في حقّ أبنائهما، داعياً قباني إلى «التفكير ملياً ومراجعة سجله في وزارة التربية، علّه يدرك خيبة الأمل التي أصيب بها اللبنانيون، وهم الذين يتحسرون على إصلاح ظنّوا أنّه قد يتحقق في عهده». وسأل الأحدب: «كيف يُسلّم قبّاني مقاليد الوزارة لمجموعة موظفين معطلين ومقصرين، دفعنا ثمن أدائهم السيّئ من حساب حقوقنا التنموية والتربوية، وخصوصاً أنّهم لم يكونوا بمستوى المسؤولية الوطنية الكبرى التي حملتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، فضلاً عن التهاون بحقوق أبناء الشّمال عبر تطيير مشروع كلية الزراعة من عكّار إلى البقاع وحرمان طلاب طرابلس حقهم بالتعلم أسوة بطلاب بيروت وسائر المناطق، وتعيين موظفين من دون معايير وتعليل قانوني؟».
وكان قبّاني الذي رافقه خلال الزيارة المدير العام للوزارة فادي يرق، ورئيس منطقة الشّمال التربوية حسام الدّين شحادة، ووفد من الوزارة، استهل زيارته بلقاء مع رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي. وأكّد خلال جولته أنّ «وزارة التربية حريصة كلّ الحرص على حقّ جميع التلامذة اللبنانيين بالعلم، وأنّ شعارنا كان دائماً أن لا يبقى أيّ تلميذ بدون مقعد دراسي له».
ورأى قبّاني أنّ «ثروة لبنان الحقيقية هي العلم والمعرفة، وهذه الثروة لا يمكن أن نفرّط بها، لأنّ الإنسان اللبناني المتفوّق يضعنا في مسار التقدّم العالمي ويتصدر أهم المناصب، ويسهم في إنماء مسيرة الدول الشقيقة والصديقة».