شهد قصر الأونيسكو أمس حفلاً تكريمياً للمناضل والمفكر الشيوعي الراحل حسين حمدان (أبو فادي). تعاقب على منبر تكريم «ضابط إيقاع الحزب الشيوعي»، بحسب توصيف الأمين العام خالد حدادة، 13 خطيباً لبنانياً وعربياً ودولياً. بعضهم قدموا شهادة وفاء بصديق ورفيق درب، وبعضهم الآخر جاؤوا تدفعهم النخوة «الأممية» لتأبين رفيق «لأن رحيل أحد الرفاق في حزب شقيق له وقعه الأليم على الأحزاب الشقيقة الأخرى»، وفق ما جاء في كلمة الحزب الشيوعي القبرصي التي ألقاها سكرتير اللجنة المركزية للشؤون الاقتصادية فينزيلوس زانتوس.جيل غارنييه من الحزب الشيوعي الفرنسي عدد مزايا الراحل الذي كان «متميزاً باستقامته وبدقة التحليل والتشبث بالمبادئ والقيم... والذي يمثل أناقة الروح والمظهر والتصرف مع الآخرين».
الشفيع خضر سعيد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني تحدث عن إسهامات الراحل في مد جسور التواصل بين الحزبين الشيوعيين اللبناني والسوداني. واستذكر «المناقشات الطويلة والجادة» التي كان يجريها مع «أبو فادي» في تجديد الفكر الماركسي ومناهج العمل وضرورة استجابة الأحزاب الشيوعية لمستجدات العصر ومتغيراته.
كلمة الحزب الشيوعي اليوناني ألقاها عضو اللجنة المركزية أيليا لغاري الذي أكد معارضة الشيوعيين اليونانيين لقراري مجلس الأمن 1559 و1701 لأنهما «فرضا شروطاً لتبرير تدخل جديد في لبنان والمنطقة»، إضافة إلى معارضة مشاركة اليونان في القوات البحرية التابعة لـ «اليونيفيل».
عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري إبراهيم قندور أكد أن الراحل «كان من أوائل الاقتصاديين الشيوعيين الذين تنبأوا بما وصل إليه حال الاقتصاد في بلداننا العربية في ظل الهيمنة الإمبريالية على ثروات شعوبها، وفي ظل النهب المنظم الذي تمارسه فئات طفيلية كومبرادورية في لبنان وسوريا، وينسحب ذلك على كل البلدان النامية».
كلمة الدكتورة خولة مطر من منظمة العمل الدولية ألقاها بالنيابة المستشار في المنظمة وليد حمدان، وجاءت مفعمة بالعاطفة تجاه الفقيد الذي وصفته «بأنه كالنخيل مات واقفاً».
المسؤول السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان شفيق الحوت استعرض العلاقة التي جمعته مع «الحسنين» (حسن مهدي عامل وحسين حمدان). واستذكر كلمة ألقاها في قاعة الأونيسكو في ذكرى لينين حضرها الشهيد كمال جنبلاط. وتساءل الحوت: «أين كنا وأين أصبحنا؟»، مستعرضاً مخاطر مؤتمر أنابوليس على القضية الفلسطينية.
الوزير والنائب السابق ألبير منصور عدد المواقف والمواقع النضالية الصحيحة الذي بقي فيها الراحل ورفاقه من العدالة إلى المقاومة والتحرير والدفاع عن الحريات وغيرها.
كلمة مؤسسة البحوث والدراسات ألقاها الدكتور كمال حمدان الذي أشار إلى أن فكرة إنشاء المؤسسة تعود إلى الراحل. وعاهد أبو فادي «باسم جميع العاملين في المؤسسة، على المضي قدماً متسلحين بما تركه فيها من نتاج علمي وفكري، ومن بصمات نضالية».
الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة أكد أن مهمة التحضير للمؤتمر العاشر للحزب التي أوكلت للراحل ولم يستطع إنجازها «بدأت مساراً جدياً لتعويض الحد الأقصى من النقص الذي تركه». ورأى أن «تلطي القوى الخارجية والداخلية تحت عباءة البطريرك (نصر الله صفير) تؤكد حقيقة موت الصيغة الحالية للنظام اللبناني وضرورة دفنها». وشدد على «أن جريمة الدين العام وإفقار للشعب اللبناني وجريمة التحضير لبيع مؤسسات الدولة من دون البحث عن جدواها الاقتصادية لا تقل خطورة عن الجرائم المباشرة الأخرى التي هزت المجتمع اللبناني».
تجدر الإشارة إلى أن الحفل تضمن أيضاً كلمات لكل من الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني منير حمارنة، المفكر والباحث المصري محمود عبد الفضيل، الباحث الاقتصادي توفيق كسبار، وفادي حمدان باسم عائلة الراحل.
(الأخبار)