علي محمد
في ظل الانتهاكات العديدة لحقوق الإنسان التي كثر الحديث عنها في الفترة الأخيرة، وما أثير حول التعذيب في لبنان، تحركت الجمعية اللبنانية للتعليم والتدريب، وأقامت برنامج «رصد التعذيب ومناهضته». ومن المنتظر أن تختتم الجمعية المرحلة الثالثة من الورشات التدريبية التي أقامتها بالشراكة مع منظمة «باكس كريستي إنترناشونال» الهولندية أواخر الشهر الحالي.
البرنامج الممول من الاتحاد الأوروبي ومن السفارة الهولندية، يهدف إلى تنشيط المجتمع المحلي وحثه على رصد حالات التعذيب والإعلان عنها، بالإضافة إلى التوعية على مناهضة التعذيب بشكل عام. وتمتدّ الدورة على ستة أيام، يتمكن خلالها المشاركون من الحصول على أكبر قدر من المعلومات عن موضوع التعذيب، في كل من الشقّ القانوني والنفسي والاجتماعي. وتعرض الآليات القانونية لمعالجة حالات التعذيب، كما يجري تعريف المشاركين وتدريبهم على المهارات والأدوات اللازمة للتعاطي مع حالات التعذيب وآثاره الجسدية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.
ومن جهة أخرى، لم يغب الدور الإعلامي ودور المنظمات غير الحكومية عن ذلك البرنامج، فعُرض دور وسائل الإعلام في الوقاية والرصد من خلال التطرق إلى الصعوبات التي تواجهها في تغطية حالات التعذيب. واستضافت الجمعية ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والمكتب الإقليمي لتعليم حقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية، وجرى البحث في دور المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية في مراقبة السجون وأماكن التوقيف في لبنان.
ونظراً للدور الكبير الذي يملكه المجتمع المحلي في هذا الموضوع، عُرضَت الآليات الأنسب لتحريكه من خلال التخطيط والتنفيذ لحملات وطنية عن التعذيب، بالإضافة إلى تعريف المشاركين بمسودة «الدليل العملي» الذي تُعِدُّه الجمعية مع فريق «التنمية»، للاطلاع عليها وتعديلها ومناقشتها حسب خبرات الناشطين واحتياجاتهم، والذي سيكون مرجعاً لرصد حالات التعذيب ومناهضته.