استضافت نقابة الصحافة اللبنانية أمس المؤتمر الصحافي الذي نظمته نقابة أصحاب دور الحضانة في لبنان، لتسليط الضوء على «وضع» هذه الدور، وعلى المرسوم 12286/ 2004 الصادر عن وزارة الصحة «والقيود التي تمنع تطبيقه». الطفلة التي توفيت في إحدى دور الحضانة، وشرط وجود ممرضة في كل حضانة قضيتان شكلتا أحد أهم المحاور التي بحثت أمس. وقد رأت رئيسة النقابة هناء جوجو أنّ المرسوم «لا يلبي حاجات الأطفال ولا يتوافق مع واقع دور الحضانة». وتحدثت جوجو عن «الموت المفاجئ لدى الأطفال الرّضّع»، وقالت إنه في كانون الثاني 2004، سجّلت منظّمة الصحّّة العالميّة وقوع 5700 حالة، وأضافت: «رّغم عدم توافر إحصاءات جديدة عن هذا الموضوع، هناك حالات موت مفاجئ لدى الأطفال في لبنان. ولا يمكن تجنّب هذا الحادث المروع حتّى بوجود ممرّضة في دار الحضانة. ولا يشير وقوع الحوادث إلى نقص في المسؤوليّة أو إهمال من دور الحضانةوكانت كلمة لممثل وزير الإعلام غازي العريضي حسان فلحة، كما تحدث الأمين العام للمجلس الأعلى للطفولة إيلي مخايل، مؤكداً أنّ وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض شكلت لجنة لتنمية دور الحضانة ورعايةها، وأضاف أنّ المسؤولين في الوزارة وفي المجلس ملتزمون إعادة النظر في كل القرارات المتعلقة بالحضانات.من جهتها، لفتت نقيبة الممرضين والممرضات أورسولا رزق إلى أن هناك نقصاً كبيراً في أعداد الممرضين في لبنان، وشددت على ضرورة أن تكون الممرضة العاملة في الحضانة حائزة شهادة في التمريض وإجازة أخرى تؤهلها التعامل مع الأطفال، ودعت إلى إخضاع كل العاملين في الحضانات إلى دورات إسعاف وتمريض مستمرة.
أصحاب الحضانات الذين حضروا المؤتمر ركزوا على السؤال الآتي: «هل يمنع وجود ممرضة في الحضانة وقوع حوادث مؤلمة كالموت المفاجئ لطفل؟». ووجهوا اللوم إلى وسائل الإعلام «التي ركزت على خبر وفاة الطفلة» ولم تتابع القضية لتلفت إلى أنها ضحية «الموت المفاجئ» لا ضحية إهمال في الحضانة.
وانتقد أصحاب الحضانات مرسوماً يرونه غير موفق، وقد تقدمت النقابة بطعن فيه أمام مجلس شورى الدولة، وقد أكدت النقيبة جوجو أنه وُضعت خطة بديلة، لكنها لفتت في الوقت ذاته إلى أنها وزملاءها لديهم ملاحظات جديدة يمكن أن تُضاف إلى الخطة التي وضعوها.
وإذا كان أصحاب الحضانات على حق في مطلب تطوير المرسوم وعدم حصر كل المسؤولية عن أي حادث في الحضانات على عاتق أصحابها أو الممرضات فيها، فمن المفيد التوقف عند ما قالته رزق التي لفتت إلى أنّ ثمة سلسلة للرتب والرواتب وضعتها النقابة للممرضين، وإن كانت قد وافقت جوجو في أنّ بعض الممرضين قد يشعرون بأن العمل في الحضانات لا يساعدهم على التطور والتقدم في مسيرتهم المهنية.
قد تكون جوجو على حق، لكن إذا ما أخذنا الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان، فإنه يصير من السهل إيجاد ممرضين وممرضات راغبين بالعمل في الحضانات، إذا ما أقدم أصحاب الحضانات على تخصيص رواتب مرتفعة للعاملين لديهم، ويمكن أيضاً أن يشجع هذا الأمر المتخرجين الجدد فيدرسوا علوم التمريض لسد النقص الكبير في هذا المجال.
(الأخبار)