ليال حداد
كان يُفترض أن يُشكّل ميثاق الشرف الذي وقّعته الأطراف السياسية في كلية الحقوق والعلوم السياسية ـــــ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، حصانة ضد الاستفزازات المعتادة بين الطلاب. غير أنّ ما حصل أمس خلال إحياء الذكرى الأولى لاغتيال الوزير بيار الجميل كان عكس ذلك، إذ انسحب قسم من طلاب التيار الوطني الحرّ ما إن بدأ مندوب القوات اللبنانية جان بيداغوليان كلمته.
ويوضح مندوب التيار الوطني الحرّ في الكلية ألان واكد، في هذا الإطار «أنّ مندوب القوات بدأ كلمته بمطالبة أنصار التيار بعدم الانسحاب، ما استفزّ بعض شبابنا، ففضّلوا الخروج أثناء إلقائه لكلمته».
من جهته، يؤكّد بيداغوليان أنّه لم يقل ذلك، متسائلاً: «هل أنا مريض عقلياً لأقول عبارة كهذه؟». ويشرح أنّ «طلاب التيار الوطني الحرّ بدأوا بالانسحاب قبل أن أبدأ كلمتي، علماً بأنه لم يحصل أي استفزاز من قبلنا خلال إلقاء مندوب التيار لكلمته، كما يحصل عادة بين الأطراف السياسية». وينتهي إلى استنتاج واحد: «أظن أنّ النيات لدى البعض لم تكن صافية».
وهكذا اتّهم كل طرف الآخر بالاستفزاز، فـ«ضاع الشنكاش»، ما أزعج منظمي النشاط في الكتائب اللبنانية. ويقول مندوب الكتائب في الكلية بيار أبو عسلي: «إنّ الكلمات ابتعدت عن هدف النشاط، فكانت سياسية أكثر منها متعلّقة بالشهيد، ما أزعجنا ككتائبيين، وكنا نتمنى ألا يحصل ما حصل مع القوات والتيار، وأن تكون ذكرى استشهاد الشيخ بيار مناسبة لتوحيدنا».
وقد أحيا حزب الكتائب اللبنانية ذكرى اغتيال الجميّل في احتفال ضمّ الأطراف السياسية «الناشطة» في الكلية، أي التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية وحزب الوطنيين الأحرار وتجمّع الشباب المستقلّين. وكان لافتاً عدم دعوة الحزب الشيوعي اللبناني إلى الاحتفال. والسبب، بحسب أبو عسلي، هو «أن الحزب الشيوعي غير ناشط في الكلية، فأنا أتعلّم هنا منذ ستّ سنوات، ولم ألاحظ طوال هذه المدة حضوراً هاماً للشيوعي»، علماً بأن مندوبة الحزب الشيوعي في الكلية تغريد زرقا كانت قد وقّعت على ميثاق الشرف بين الأطراف السياسية في الكلية.
لم تخل الكلمات التي ألقيت من «اللطشات السياسية» فسأل واكد «من المستفيد من جريمة الاغتيال؟» وذكّر «بتقصير الحكومة والأجهزة الأمنية».
من جهته، وعد بيداغوليان الجميّل «بأن قوى 14 آذار لن تستكين قبل معرفة الحقيقة»، مردِّداً قسماً جديداً: «نقسم بالله العظيم، طلاباً أوفياء مؤمنين، حول ثورة الأرز مجتمعين، لتتحرّر الجمهورية من الشر المستطير، مرسخين ثوابت لبنان الـ10452».