وفاء عواد
أدى اللقاء الذي جمع «حزب الله» و«الطاشناق» في برج حمود أمس، إلى اتفاق يقضي بضرورة «تجنّب أي صدام داخلي» في حال تعثُّر إتمام الاستحقاق الرئاسي، مرفقاً بأهمية معالجة الأمور التي قد تنتج من هذا الاحتمال بـ«الهدوء والإيجابية».
وإذا كان اللقاء قد جاء في سياق الاجتماعات الدورية التي تضمّ الطرفين المعارضين، فإن هموم الاستحقاق الرئاسي كانت حاضرة بقوة على طاولة البحث، ما تطلّب «جوجلة» للأفكار استعداداً لمواجهة كل الاحتمالات الآتية، مع إصرارهما على أهمية «التفاؤل» بإمكان حصول التوافق. أما الخيارات الأخرى فـ«لاحقين عليها»، على حدّ تعبير عضو المجلس السياسي في «حزب الله» غالب أبو زينب.
وكان وفد «حزب الله» قد ضمّ، إضافة إلى أبو زينب، النائب أمين شرّي، نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي، وعضو المجلس علي الرز. أما من جانب «الطاشناق»، فقد حضر كل من الأمين العام للحزب هوفيك مخيتاريان، النائب آغوب بقرادونيان، الوزير السابق سيبوه هوفنانيان وعضو المكتب السياسي باروير أرسين.
وفي إطار الأجواء التي رافقت اللقاء، أكّد النائب شرّي لـ«الأخبار» أنه «لا تباين، حتى في التفاصيل» بين الطرفين، و«الطاشناق ملتزمون ما يقرّره تكتل التغيير والإصلاح، وهم مع رئيسه في أي خيار سيتّخذه»، مشدّداً على أن كل أطياف المعارضة «ذاهبة في اتجاه التوافق».
وفي ظل الأجواء «الضبابية»، أبدى النائب بقرادونيان أسفه لكون إمكانية عدم انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية «لا تزال واردة، بنسبة 50 %». واستناداً إلى قناعته بأن «خير الأمور بالتستّر»، أشار الى وجود مساعٍ «بعيدة عن الأضواء» يقوم بها حزبه في هذا الإطار، على مستوى المرجعيات الروحية والسياسية، مفضّلاً عدم الدخول في التفاصيل.
وفي حديثه إلى «الأخبار»، نبّه بقرادونيان إلى أن لبنان يمرّ في «أدقّ مرحلة»، ما يتطلّب «شغل كتير»، و«على جميع المسيحيين أن يعلموا أننا وصلنا إلى النهاية، فالموقع المسيحي في خطر، والحكومة غير الشرعية لا تملأ الفراغ... ما يستوجب توسيع دائرة النقاش للاتفاق على اسم رئيس توافقي، لديه تمثيل شعبي وقدرة على حلّ المشاكل».
وقد وضع بقرادونيان جلسة انتخاب الرئيس بنصاب النصف زائداً واحداً في خانة «خبر كان»، كاشفاً أن جلسة الغد ستتأجّل إلى ما بعد ظهر يوم الجمعة المقبل «للاستفادة أكثر من الوقت»، مضيفاً: «نحن ما زلنا على موقفنا، لن نشارك في جلسة لا وجود للتوافق فيها... لا نتخذ قراراً بمعزل عن قرار تكتل التغيير والإصلاح»، وخاتماً بالقول: «نأمل أن يكون عندنا رئيس ليلة 23».
وفي تصريح أدلى به أبو زينب بعد اللقاء، شدّد على أن التوافق هو «السبيل الوحيد»، محذّراً من أن أي خطوة خارج إطار التوافق «لن تكون في مصلحة لبنان»، نافياً ما يشاع عن وجود اتفاق رباعي جديد على حساب النائب ميشال عون «الركن الأساسي في المعارضة».
وهكذا، كان هذا اللقاء بمثابة إحدى الخطوات على طريق التشاور القائم بين أطراف المعارضة، الذي من المحتمل أن يتوّج بلقاء عام يضمّ الجميع، خلال الساعات المقبلة، كما أشارت المصادر. وبانتظار تصاعد الدخان الأبيض من مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، تبقى الآمال معلّقة على مطالبة الجميع بالتوافق، أولاً وأخيراً.