بشري ـ فريد بو فرنسيس
أسهم الطقس الصافي في إنجاح العمل البيئي الذي قامت به مؤسسة أنيرا (ANERA) في لبنان، بالتعاون مع عدد من المؤسسات ضمن أسبوع «السياحة المسؤولة» في قرى قضاء بشري. وهدف النشاط إلى تعريف السياح بطرق عيش قرى وبلدات لبنان الريفية.
ولم تكن أرليت الخوري تعلم أن الرحلة التي تقوم بها إلى هذه المنطقة ستكون بالنسبة إليها رحلة العمر، لأنها اكتشفت الكثير من الأشياء التي كانت تجهلها عن الطبيعة والحياة فيها. وهي تخوض هذه التجربة للمرة الأولى في حياتها، إلى جانب مجموعة من الأصدقاء الذين لبّوا دعوة فريقي «ضيافة» و«درب الجبل» للتعرف إلى قضاء بشري والسير على طرقاته الجبلية، وقضاء يومين في ضيافة أهلها.
وقالت الخوري: «قلائل هم الأشخاص الذين خاضوا مثل هذه التجربة. لقد مشينا حوالى سبعة كيلومترات من حصرون حتى الحدث، ومسافة أخرى تخطّت 12 كلم في مدينة بشرّي. لم نتعب لأننا كنا مسرورين بهذه الرحلة، وتناولنا الغداء في منزل آل حرب، والأكل كله بيتوتي ومن المحصول الزراعي الطازج. كما جلنا في قضاء بشرّي للتعرف على معالمه ومنازله وكنائسه الأثرية الجميلة».
السيدة حرب، ربة المنزل التي استضافت حوالى 30 شاباً وصبية شاركوا في هذه الرحلة على مائدة الغداء في بلدة حدث الجبة في قضاء بشرّي، قالت إنها دأبت على صناعة (المكبوس) منذ حوالى ثلاثين سنة. وأضافت: «نستقبل دائماً مجموعات على هذا الشكل يأتون رحلات إلى منطقتنا ويبتاعون من صناعاتنا. صحيح أن السوق غير مشجعة، إلا أن لدينا زبائن محددين يأتوننا باستمرار، لشراء المؤونة المنزلية، وهناك أشخاص تعرّفوا علينا من خلال الرحلات، ما زالوا حتى اليوم يقصدوننا ليشتروا حاجاتهم».
ويلفت باسكال عبد الله، مدير الشركة المنظِّمة للرحلة، إلى أهمية النشاط «الذي هو ثمرة الجهود بين القطاعين العام والخاص والمجتمع الأهلي»، مشيراً إلى أن هذا التعاون هو الطريق الوحيد لحماية البيئة ولخدمة السياحة. وتحدث عن «السياحة المسؤولة» التي ترمي إلى ترك وقع إيجابي في المجتمعات الأهلية، لناحية إنمائها اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وبيئياً. وتقوم الجمعية في هذا الصدد برحلات شهرية مرتبطة بمناسبات عالمية، على مثال اليوم العالمي للسياحة، لدعم هذه المجتمعات في القرى والبلدات اللبنانية، للمحافظة على تراثهم وتقاليدهم، ودفع الأهالي إلى عدم ترك قراهم نحو المدن». هذه الرحلات، على حد قوله، «ترمي أيضاً إلى اكتشاف الطبيعة والتراث الثقافي والعمراني والحرفي في القرى، على مثال درب الجبل اللبناني، على أن تسبقها سلسلة محاضرات توعوية وورش عمل عن الموضوع الذي هو سبب النشاط».
مارتين بطيش، المسؤولة عن برنامج «ضيافة»، أشارت إلى أن المشروع إنمائي سياحي، ينفّذ من جانب مؤسسة «أنيرا» بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ويوفّر البرنامج دعماً لأصحاب مراكز الإقامات السياحية البديلة في المناطق اللبنانية خارج بيروت، منها نزل صغيرة، بيوت ضيافة، بيوت بيئية، بيوت شباب وغيرها من مراكز إقامات سياحية بديلة غير مصنّفة من جانب وزارة السياحة. وقد اختير 50 مركز إقامة ودُعمت من الناحيتين الفنية والثقافية عبر تدريب أصحابها وموظفيهم لتطوير عملهم وقدراتهم لاستقبال الزائرين، وبالتالي ترويجها لدى الشركات السياحية والمعنيين بهذا القطاع.