حسن عليق
ذكرت مصادر مطلعة على سير التحقيقات في جريمة اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل في منطقة الجديدة المتنية، أن القوى الأمنية لم تتمكن بعد من توقيف أي من المشتبه فيهم، أو حتى تحديدهم، أو التوصل إلى معطيات تشير إلى قرب ختم التحقيقات، رغم مرور عام كامل على الجريمة.
وأشارت المصادر إلى أن الخطين الرئيسيين في التحقيق كانا يركزان على رواية الموقوف لدى فرع المعلومات أحمد م.، وعلى التحقيقات المتعلقة بسيارة الهوندا CRV التي تسلمتها السلطات الأمنية اللبنانية من الشرطة السورية.
الموقوف لدى فرع المعلومات أحمد م، والمشتبه في أنه أحد المنسقين بين «فتح الإسلام» وتنظيم «القاعدة»، ويشتبه في أنه كان يهرّب مقاتلي «فتح الإسلام» إلى لبنان، تحدّث في إحدى إفاداته عن سماعه أحد مسؤولي «فتح الإسلام» الذي كان يقول إن المسؤول في التنظيم المدعو أبو مدين ترأس مجموعة اغتيال الجميل، وإن أحد مطلقي النار هو مقاتل من العراق يدعى أبو العباس. ونقلت المصادر أن أحمد م. اعترف بأن مسؤولي التنظيم طلبوا منه تهريب سيارة هوندا CRV من لبنان إلى سوريا. لكن حتى اليوم، لم تثبت أي أدلة ملموسة صحة ما أدلى به أحمد م.، كذلك لا أحد من موقوفي «فتح الإسلام» تقاطعت اعترافاته مع ما ذكره أحمد م.
الهوندا: من سوريا إلى لجنة التحقيق
بداية عام 2007، أعلمت السلطات الأمنية السورية نظيرتها اللبنانية ـــــ عبر مكتب انتربول دمشق ـــــ أنها عثرت على سيارة هوندا CRV سوداء في داخلها لوحات تسجيل لبنانية. وبعد عدد من المراسلات بين مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية في لبنان والشرطة السورية، جرت مراجعة رقم هيكل السيارة، فتبين أنها مسروقة من لبنان وصاحبها كان قد أبلغ القوى الأمنية عن سرقتها وقبض بدل تأمينها من شركة التأمين التي يعمل فيها. وبعدما توجه مندوب من شركة التأمين لتسلم السيارة عند الحدود السورية، تسلمتها مباشرة دورية من قسم المباحث الجنائية الخاصة في وحدة الشرطة القضائية، فتبين أن السيارة مصابة بطلقات نارية، إضافة إلى وجود مظاريف فارغة بداخلها عائدة لطلقات نارية من عيارات مختلفة، فضلًا عن تعرّضها لعدة صدمات من جهات مختلفة. وقد حُفظت هذه السيارة قبل تسليمها إلى فرع المعلومات لتنقل بعد ذلك إلى عهدة لجنة التحقيق الدولية. وأجرت اللجنة مسحاً جنائياً على السيارة، شمل رفع البصمات وكل الأدلة المجهرية التي من الممكن أن تسهم في كشف من تعاقبوا على استخدامها، إضافة إلى أخذ عينة من الطلاء لمقارنته بطلاء السيارة التي استخدمت في الاغتيال، بعدما رفعت عينات منه عن سيارة الكيا التي كان يستقلّها الجميّل عند اغتياله. وقد قورنت الأدلة المجهرية بتلك المأخوذة من جثث مقاتلي «فتح الإسلام» والموقوفين المشتبه في انتمائهم إلى التنظيم، لكن نتيجة هذه المقارنة أتت سلبية.
كما أن الشهود الذين عُرضت عليهم صور مقاتلي «فتح الإسلام» الأحياء والقتلى، لم يتعرّفوا على أي منهم على أنه شوهد في ساحة الجريمة.