strong>فاتن الحاج
لم ينتظر طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية مجلس طلاب الفرع ليقود تحركهم المطلبي لتأمين أبسط حقوقهم الأكاديمية والإنسانية. فقد خرجت أمس مجموعة من الطلاب في حركة عفوية احتجاجاً على واقع الكلية المزري القديم الجديد، فيما يتريث المجلس في التحرك إلى ما بعد الاستحقاق الرئاسي.
وكان فقدان مفتاح المبنى الذي يضم قسمي اللغة العربية واللغة الإنكليزية أول من أمس سبب بقاء الأساتذة والطلاب خارج المبنى ساعتين، وفتح جروح الطلاب على مشاكلهم التي طفت على السطح مجدداً. فالطلاب نفذوا اعتصاماً ناشدوا فيه تأمين المباني اللائقة، لا سيما أنّ الشتاء عاد وعاد معه «النش» و«برك» المياه إلى الصفوف.
لم يطالب المعتصمون بكماليات ليست من حقهم، لكنهم تساءلوا بحرقة عن الأسباب التي تحول دون انتقالهم إلى المدينة الجامعية في الحدث أسوة بزملائهم في الجامعة اللبنانية، علماً بأنّهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنّ الأمر شبه مستحيل لعدم لحظهم هناك. ومع ذلك فمباني الأونيسكو، أو ما سموه سجن رومية، لا تليق بهم، لأنّهم ليسوا مجرمين، ولأنّه «لو كان عنترة بن شداد هنا لما رضي بهذا الاستبداد»، «فهل نقلهم إلى المدينة الجامعية يحتاج إلى قرار دولي»، وإذا كان كذلك فـ«أنجدنا يا بان كي مون؟».
هذه الصرخة العفوية لاقت احتضاناً من مجلس الطلاب الذي انضم رئيسه عباس قطايا إلى المعتصمين وشاركهم صرختهم، موضحاً أنّ المجلس لم يتخذ أي خطوة في هذا المجال، «لأننا ننتظر استقرار الوضع السياسي الذي وصل إلى حد التهويل، ومع ذلك وعدنا الطلاب بمتابعة التحرك بعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي». لكن قطايا أشار إلى «حق الطلاب بالاعتصام في الزمان والمكان اللذين يريدونهما، لأنّ إبر المورفين التي قدمناها لهم لم تعد تسري في عروقهم، ونحن مطالبون بالتعاطي الجدي مع الملف، وسنجدد النزول إلى الشارع، وهذه المرة سنقول خلص وبكفّّي، فقد طفح الكيل».
ولم يخف قطايا الرأي «إنّ الزيارة إلى الحدث تشعرنا كأننا في دولة أخرى»، داعياً الطلاب إلى فك الاعتصام على أمل اللقاء ثانية تحت رعاية المجلس.
من جهة أخرى، تحدث قطايا عن تقصير الصيانة في الجامعة، ملوحاً بكشف المستور إذا بقي الوضع على حاله. فيما تحدث الطلاب عن حقوق بديهية تتعلق بالحرم الجامعي والمقاعد الدراسية والحمامات، من دون أن ينسوا البطاقات الجامعية التي لم يتسلموها حتى الآن.
أما مديرة الفرع الدكتورة هناء البعلبكي، فلم تستغرب التحرك العفوي والمحدود للطلاب، لكون مطالبهم «هي مطالب أهل الجامعة كافة من إدارة وأساتذة وموظفين». ولفتت إلى أنّها، منذ تسلمها الإدارة، و«ضعت قضية ترميم مباني الكلية ضمن الأولويات، وأتابع الموضوع لحظة بلحظة». وفيما توضح البعلبكي، أنّ الأمور تحتاج إلى وقت نظراً للروتين الإداري الذي يعوق عملنا، تؤكد «أننا لمسنا تفهماً ونية صادقة لدى المسؤولين في تحسين الوضع، والأشهر المقبلة ستبرهن ذلك». يذكر أنّ أعمال الترميم تكلّف نحو 100 ألف دولار.