وفاء عواد
فيما تتّجه الأنظار نحو مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، وما سيرشح عنها من نتائج مشاورات «الفرصة الأخيرة» التي ستحدّد المسار النهائي للاستحقاق الرئاسي، لا يبدي وزير السياحة جو سركيس تفاؤلاً بإمكان الوصول إلى إتمام الاستحقاق الرئاسي قبل 24 الجاري، متوقّعاً استمرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة «دستورياً ومؤقتاً»، و«يمكن بكرا يكون في شي تاني».
وبانتظار متغيّرات الساعة، الوزير القوّاتي «طبعاً باقٍ» في حكومة يستشرف أن يصار الى تسلّمها مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية، ولو أنه لا يحبّذ هذا الاحتمال الذي «لا مفرّ منه، لكونه الحلّ الباقي لضمان استمرار البلد»، لكن ما باليد حيلة. فـ«لا رغبة لنا في النصف زائداً واحداً الذي ما زال خياراً وارداً، والمعارضة لا تتجاوب». أمّا رئيس الجمهورية إميل لحود، فـ«لن يقدم على تسليم صلاحيات الرئاسة الى المجلس العسكري».
وعبر اتصال هاتفي استلزمه وجوده في منزله في برمّانا، لأسباب أمنية، يبدي الوزير سركيس انزعاجه من الواقع الذي فرض عليه: «لا حرية في التحرّك، ولا حضور إلى الوزارة»، «لكنني مستمرّ في مزاولة عملي، والبريد اليومي يصلني الى المنزل»، معرباً عن تفاؤل مرفق بـ«غصّة»: «إذا انتقلت الصلاحيات الى الحكومة، فباستطاعتها أن تعيّش نفسها»، أمّا كيف؟.. فـ«إذا ما اغتيل وزير، فباستطاعة الحكومة أن تعيّن بديلاً عنه... ما قد لا يشجّع المجرمين على الاستمرار في مخطّطاتهم». أمّا بالنسبة إلى مصير الوزراء المستقيلين، فيفضّل عدم الاستشراف، مكتفياً بالقول: «لا أعرف».
يحمّل سركيس المعارضة مسؤوليّة تعطيل التوافق، الذي يحدّد نسبة حظوظه بالـ«50 % حتى إشعار آخر»، انطلاقاً من قناعته بضرورة النظر الى «النصّ المليان» من الكأس، معتبراً أن «القوات اللبنانية» قدّمت التنازلات و«خلّصت»، فـ«لم نعارض سحب اسمَي مرشّحَينا نسيب لحود وبطرس حرب من التداول، مع أنهما يعبّران عن تطلعاتنا، وأيّدنا التوافق على ثلاثة مرشحين، ميشال إدّه وروبير غانم وميشال خوري، و(تلاتتن متل بعضن)، ونوّابنا الخمسة مستعدّون للتصويت لمصلحة أي منهم».
من موقعه اللبناني والمسيحي، يشدّد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، بغضّ النظر عن التوافق أو اللاتوافق، «حتى يصير عنّا سياحة حلوة»، ويطالب بإعلان النائب ميشال عون وحرب ولحّود أنهم غير مرشّحين، علماً أن الأول «مصرّ على ترشيحه»، والاثنين الآخرين «أبلغا 14 آذار التزامهما أي قرار تتخذه قواها لمصلحة التوافق». وذلك كي «نمشي بالباقين، ولو من دون حماسة. ونحن كنا نفضّل رئيساً قوياً لا يدير الأزمة فقط»، لكن «القبول بالحلول الثانوية أفضل من الفراغ ومن تسلّم الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية».
وبانتظار مفاجآت الآتي، التي تضجّ بالتحذيرات من الفوضى والأحداث الأمنية، ينفي سركيس نفياً قاطعاً ما يشاع عن تسلّح «القوات»، فـ«هي سلّمت سلاحها منذ عام 1991، والحكيم دفع ثمن ذلك»، شارحاً: «نحن خارج هذا المفهوم كلياً: لا تدريبات، لا تنظيم، ولا سلاح.
وخلال أحد الاجتماعات التي ضمّت مسؤولي المناطق، ردّ (جعجع) على إبلاغه بأخبار تسلّح البعض بالقول: «التحقوا بالجيش وقوى الأمن الداخلي، هذا هو خياركم الوحيد، وبذلك تحمون أنفسكم والوطن».
وإذ يشير الى «تطمينات» من جانب المسؤولين الأمنيين بأن قواها لن تتدخل في تداعيات الصراع السياسي، في حال حصولها، وبأن مهمتها محصورة بـ«حماية الأمن والممتلكات العامة والخاصة، وقمع أي شغب قد يحصل»، أكّد أن «القواتيين سيكونون على الحياد ولن ينزلوا الى الشوارع، لأنهم يرفضون العودة الى الحرب الأهلية ويؤمنون بأن لا نتيجة للعنف».
وختاماً، يبشّر وزير السياحة بـ«حصول تدفّق سياحي قلّ نظيره في الماضي، فور انتهاء الأزمة»، فـ«لبنان استحال موضوع الخبر الأبرز في العالم».