فداء عيتاني
«البطرك؟ أي بطرك؟»، يقول أحد القادة في المعارضة حين تسأله عن موقف البطريرك الماروني.
لا بد من الاعتراف: أسماء وأشياء عديدة خرجت من السياسة خلال المعركة الانتخابية الحالية. خرج اتفاق الطائف، ولا من يذكره إلا النائب وليد جنبلاط. والسيادة والاستقلال والوحدة الوطنية، و«لبنان أولاً»، كلّها خرجت حين دخل الموفد الفرنسي بتوكيل أميركي. وكان قد خرج قبلها الدستور حين توافقت القوى السياسية المتصارعة على تأجيل الجلسات، علماً أن المجلس في حالة انعقاد (نظرياً ودستورياً) منذ الرابع عشر من الشهر الحالي.
وخرج لبنان من السياسة ليدخل في مؤتمر أنابوليس، وعلينا الآن انتظار نتائج فشل المؤتمر أو نجاحه لنعلم ميزان القوى الداخلي الجديد. وخرج سلاح المقاومة من حذره الشديد من الفتنة.
وحده البطريرك أعاده سعد الحريري إلى السياسة. أمّا أنطوان زهرا فخرج غاضباً لا يلوي على شيء، فيما يحاول وليد جنبلاط ليّ عنق الواقع... ليبقى في السياسة.