راجانا حميّة
لا «نصاب» في الجامعات اللبنانيّة أيضاً، والفراغ لم يكن حكراً على موقع رئاسة الجمهوريّة وحدها. فبالأمس، سلّم معظم طلّاب الجامعات الخاصّة والرسميّة اليأس والخوف مقاعدهم الدراسية، والتزموا منازلهم بانتظار ما سيؤول إليه الوضع العام في البلد، خلال الأيّام المقبلة. ولعلّ الدافع الجديد للغياب، أنّ بعض إدارات الجامعات توقعت إشكالاتٍ بين القوى الطلّابيّة قد تترافق مع جلسة انتخاب الرئيس في المجلس النيابي، ولاسيّما أنّ الجامعات هي الموئل الأساسي للشباب «المحزّبين»، إذا صحّ التعبير. ولعلّ هذا الأمر، دفع بعض الجامعات إلى اتّخاذ تدابير احترازيّة، وذلك من خلال إصدار قراراتٍ ـــــ بعضها طرأ بسبب الغياب، والبعض الآخر فرضه الخوف ـــــ بتعليق الدروس، خلافاً لما كان قد أصدره وزير التربية والتعليم العالي خالد قبّاني، في وقتٍ سابق، باعتبار يوم أمس «يوماً دراسياً عادياً في الجامعات والمدارس جميعها، سواء انتُخب الرئيس أو لم يُنتخب».
غير أنّ الغياب لم يكن أيضاً حكراً على الطلّاب، إذ إنّ الخوف ممّا قد يحصل منع أساتذة كُثراً من الحضور. وقد وصلت نسبة الحضور إلى النصف في صفوف الأساتذة أو ما دون العشرة طلّاب في بعض الجامعات. إلاّ أنّ الأمر لم يخل ُ في معظم الكلّيات من حضور الأساتذة وبعض الطلّاب، وخصوصاً أنّ قرارات تعطيل الدراسة لم تكن شاملة.
وبالعودة إلى أجواء الدراسة، أمس، في كلّيات الفرع الأوّل في الجامعة اللبنانيّة، شهدت المدينة الجامعيّة في الحدث هدوءاً مستغرباً منذ الصباح الباكر، إذ لم يحضر أكثر من 20 أو 30 طالباً في كلّ كلّية. وحتّى في كلّية العلوم التي تضمّ أكثر من 5000 طالب، اقتصر العدد أمس على 20 طالباً تقريباً، معظمهم من مجلس طلّاب الفرع، الذين حضروا لـ«المداومة في المجلس فقط». وفي كلية الصحّة العامّة، أصدرت مديرة الفرع الأوّل، الدكتورة فاتنة سليمان، قراراً بتعليق الدروس إلى الاثنين المقبل. وفي معهد الفنون الجميلة أيضاً، غاب معظم الطلّاب والأساتذة بسبب الخوف. وفي كلّيات الفرع الثاني، غابت الغالبية الساحقة من الطلّاب من دون قرارٍ رسميّ في الكلية، باستثناء بعض الكلّيات، ولا سيّما كلّية العلوم التي أصدر مجلسها القرار الأربعاء الماضي بتعليق التدريس.
والأمر نفسه ينطبق على الجامعات الخاصّة أيضاً، إذ أصدرت جامعة القدّيس يوسف قراراً رسميّاً بتعليق الدروس في جميع فروعها، فيما اكتفت جامعتا هايكازيان واللبنانيّة الأميركيّة بفتح مكاتبهما والصفوف أمام من حضر، من دون أن تُجبرا أحداً على البقاء. وفي الجامعة الأميركيّة في بيروت، بدأ الغياب يتسلّل إلى الحرم عقب الثانية عشر ظهراً، فيما شهدت الجامعات الخاصّة الباقية غياباً منذ الصباح الباكر.