فداء عيتاني
طالما أن الجالس أمامه أشقر ولا يفهم العربية، استسهل الوزير، ومن خلف مكتبه في السرايا، التأكيد أن حسن نصر الله حاول حماية «فتح الإسلام» في نهر البارد. وقدّم دليله الدامغ، قائلاً إنّ الأخير أعلن بلسانه أن المخيم «خط أحمر»، ولكن الصحافي الذي أنجز فروضه جيداً، أجاب الوزير بأن نصر الله ذكر أيضاً أن الجيش خط أحمر.
الوزير طرد ضيفه، وهبّ واقفاً معلناً نهاية المقابلة، علماً أنّ الوزير معروف بحسن الضيافة، ولو كان الطارق من زوّار الغفلة، وتطلب الأمر إعطاء توجيهات لجنوده بالتحول إلى خدمة القهوة والشاي بدلاً من خدمة العلم.
يمكن الوزير أن يسعد في وزارته، ويمكنه أن يسترخي في السرايا ما شاء الله له ذلك. فالمعارضة ترددت في حصار السرايا، واكتفت بالاعتصام أسفلها. وتردّدت في التظاهر، وتركت الدولة تذهب إلى من تتّهمهم بـ«القتلة واللصوص».
معارضة كهذه تستحقّ وزراء الصدفة.