زحلة ــ سيرين قوبا
اكتست مدينة زحلة بحلّة الأعياد المقبلة باكراً هذا العام. وعلى رغم أن أوضاع البلد وشغور موقع رئاسة الجمهورية هما الشغل الشاغل لدى الجميع، فإن الزحلاويين كانوا السباقين إلى كسر «جليد» الروتين اليومي الذي يعيشه اللبنانيون منذ أشهر بسبب الأزمة السياسية والأوضاع الاقتصادية.
ورشة عمل التزيين في سوق زحلة التجارية بدأت قبل أسبوع لتزيين الشوارع وأعمدة الإنارة والمحال بزينة الميلاد التي لم تختلف عنها في السنة الماضية، فيما راوحت وجهات النظر وردود الفعل الزحلاوية في ما يتصل بتحضيرات العيد بين «مين بالو بالزينة» و«تنأمن حق المازوت أولًا» و«تنشوف حال البلد وشو بدو يصير فينا»، ولكن على رغم ذلك تبقى الورشة القائمة على تزيين الشوارع هي وحدها ما يضفي على أبناء المنطقة بهجة الفرح بالأعياد والأيام المقبلة.
تريز أسطفان، المسؤولة عن أحد المحال التجارية في سوق زحلة، قالت «إن الأعمال التحضيرية لمناسبة الأعياد تُشعر بالأمل لأننا أصبحنا في وضع يرثى له، ومع أن الزينة بدأت تُرفع على الأعمدة فلا شيء ينسينا الهمّ الذي يشغل بال كل اللبنانيين»، وأضافت «ليبدأوا الآن بالتزيين، فقد لا تسمح حال البلد بعد حين بذلك!... ونحن سنبدأ بتزيين واجهات المحال الأسبوع المقبل لعلّ زينة الميلاد تعطي حماسة للناس، وخاصة الأولاد، للتبضع، لأنه لا رغبة عند الناس في الشراء بسبب الأوضاع المادية الصعبة».
ويقول سائق سيارة الأجرة روني عبود «إن الأعمال التي تقوم بها البلدية من تزيين واستعداد لموسم الأعياد جيدة، وباستطاعتها أن تلفت بعض الشيء انتباه الناس الى بهجة العيد وأهمية الإعداد له، فينفكّ عنا حصار الحديث اليومي المتعلق بالرئاسة ومن سيكون الرئيس»، مضيفاً «حتى أولادنا نسوا بهجة العيد من ثياب وألعاب وبابا نويل، منكبّين بكل اهتماماتهم على شاشات التلفزة لسماع آخر الأخبار المتعلقة بانتخاب الرئيس».
ويؤكد فؤاد داغر «أن بدء الاستعدادات للأعياد وتعليق الزينة في الشوارع أضفيا على أحاديثنا نكهة جديدة ومغايرة للأحاديث السياسية، وخاصة أن زحلة هي من أولى المدن البقاعية التي بدأت بتزيين شوارعها استعداداً لأعياد الميلاد ورأس السنة وعيد الأضحى، لتوجِد بذلك جوّاً من الهدوء بين أبناء المنطقة وتخفف من التشنج الذي يعيشه اللبنانيون، فبهجة العيد بدأت تطل، لكن تنقصنا راحة البال و«بحبوحة الجيبة»، فالسوق في حالة جمود». وختم: «هنّي يتفقوا وهاي أحلى عيدية بتكون... المهم إنو يتفقوا».