فداء عيتاني
لا يكفّ عدد من القيادات الأكثرية عن ترداد ضرورة تنفيذ الطائف، لكون الطائف ظُلِم ولم يُنفّذ كما ينبغي خلال الحقبة السورية.
لن نقول إن من يطالب بتنفيذ الطائف اليوم هو نفسه من أشرف على سوء تنفيذه سابقاً، بل إن من يطالب بتنفيذ الطائف اليوم ينسى نقطة واحدة هي أن المطالبة أتت بعد انتهاء مفاعيل الاتفاق الذي لم يعد قادراً على تنظيم الصراع بين الطوائف المختلفة.
الطائف المطبّق عمليّاً انفجر مع موكب رفيق الحريري في 14 شباط عام 2005، والطائف كصيغة تقاسم سلطة بين الطوائف ديس سهواً أو عمداً، في 8 و14 آذار من العام نفسه، في تجمّعات الشيعة من ناحية، والسنّة والمسيحيّين من ناحية أخرى، ونحن نسمع اليوم أسطوانة مشروخة عن تطبيق الطائف.
لا تقتنع الطوائف بالمشاركة، ولا تقتنع بأنّ آخر رؤساء جمهورية الطائف كان إميل لحود، وأن الكرسيّ الخالي دليل فشل في إدارة الصراع وتداول السلطة سلمياً. طبعاً، تُفضّل الطوائف اللعب بالنار، لكن، وكما قال المسرحي الألماني برتولد بريخت، «اللعب قد أصبح خطراً».