جبيل ــ جوانّا عازار
يتابع 17 طالباً في السنة الأولى في جامعة AUT دروس اللغة الصينية كمادة اختيارية. وبات الطلاب قادرين على المشاركة في أحاديث بسيطة وتركيب الجمل الصغيرة وحفظوا الأرقام والأيام وأشهر السنة، لكنهم يواجهون صعوبات في اللفظ ورسم الحرف الصيني

«Ni Hao»، هكذا يلقي طلاب جامعة AUT التحيّة وهم يدخلون إلى الصفّ الصيني الاختياري الذي يحضرونه منذ بداية الفصل الجامعي، بإشراف المعلّمة الصينيّة Xiaojiug Wakim (كزياجيوغ واكيم).
«اللغة جديدة وشائقة، ومن السهل تعلّمها، وخصوصاً إذا لم نتغيّب عن الصفوف»، يلخّص الطالب سامر ناصيف واقع تعلّم اللّغة الصينيّة، من دون أن يخفي بعض الصعوبات في التعلّم، ولا سيما أنّ «معنى الكلمات يتغيّر مع اختلاف طريقة اللفظ واللهجة». ويشير سامر إلى أهمية إتقان اللفظ الصحيح بحسب اللهجة الملائمة، ما يجعل الدرس يبدو في بعض الأحيان وكأنّه صفّ لتعلّم الـ«فوكاليز»، لكنّ الطلاب أصبحوا يعرفون على الأقلّ تركيب بعض الجمل الصغيرة، والأرقام، والأيّام وأشهر السنة في اللغة الصينيّة... ويقومون بتمارين باستمرار ويجرون امتحانات دوريّة لا تخلو من بعض «النقل» عن الطلاب المثابرين على حضور الصفوف مثل الطالبة ريتا خوري التي تشرح أنّ «الغياب يُسبّب الضياع التامّ، فالمتابعة ضروريّة لتعلّم لغة البلد المسيطر على اقتصاد العالم»، وتبدو خوري متأكّدة من أنّه لا بدّ أن يأتي اليوم الذي ستزور فيه الصين.
ويتفاعل الطلاب مع المعلّمة التي تبتعد عن التلقين، فتعتمد تقسيمهم إلى فريقين يتبادلان الأحاديث الصغيرة، فإذا بماريو صعيبي من الفريق الأوّل يتوجّه إلى طالبة من الفريق الآخر ليسألها عن اسمها قائلاً: «?ni jiao shen me ming zi»، لتردّ عليه لارا من الفريق الآخر قائلة: «Wo jiao Lara». الطلاب يرتكبون بعض الأخطاء، وخصوصاً في طريقة اللفظ، ولا يخلو حديثهم بالصينيّة من الضحك، فيتردّدون في بعض المرّات ولا يفهمون في مرّات أخرى بعض الكلمات والألفاظ، غير أنّ طريقة سير الدروس تساعدهم على تخطّي الأمر، إذ إنّ بداية الصفّ تكون مخصّصة لمراجعة ما سبق أن تعلّموه في الصفوف السابقة، كحروف الهجاء وبعض الأسئلة البديهيّة التي ترد في الأحاديث القصيرة عن الاسم والعائلة والعمر واليوم والشهر والسنة والمهنة....
الطلاب تابعوا الدرس الأخير وأنجزوا بعض التمارين، منها ملء الفراغ في أحاديث باللغة الصينيّة والإجابة عن أسئلة معيّنة وترجمة بعض العبارات من الصينيّة إلى الإنكليزيّة. وتقول لارا إنّها أصبحت تفهم الكتابات على السلع التي تشتريها والمصنوعة في الصين، وهي لا تستبعد المضيّ في تعلّم هذه اللغة بعد انتهاء الفصل الجامعي، وخصوصاً أنّها أحبّتها ولمست فائدتها الكبيرة.
وعن الهدف من تعليم هذه اللغة لطلاب لبنانييّن تقول واكيم: «إننّا نعيش اليوم في عالم جديد للصين دور كبير فيه، ولا سيما في المجالين الاقتصاديّ والتجاريّ»، وأشارت إلى أنّ «الصينيين يزورون كلّ أنحاء العالم، وتالياً قد تكون للطلاب اللبنانيين فرصة العمل معهم، ومن هنا ضرورة تعلّم هذه اللّغة وإن سريعاًَ».
واكيم التي تدرّس الصينيّة للمرّة الأولى في AUT تؤكد أنّ «الطلاب باتوا قادرين على المشاركة في أحاديث بسيطة غير معقّدة ولا عميقة، من دون تمكّنهم من رسم الحرف الصينيّ لأنّ ذلك يأتي في مرحلة متقدّمة جدّاً وأكثر احترافاً يحتاج إليها الطلاب الذين يكملون دراساتهم في الصين». واكيم التي تعرف القليل من اللغة العربيّة بحكم زواجها برجل لبنانيّ تصف صعوبة تعلّم التكلّم باللغة الصينيّة بأنها مماثلة لما يواجهه أيّ غريب في تعلّم العربيّة، مع فارق بسيط أنّ حروف الأبجديّة في العربيّة محدودة بخلاف الحروف الصينيّة التي لا يمكن تحديد عددها.
أمّا مسؤول العلاقات الخارجيّة في AUT مارسيل حنين فيقول إنّ «إدارة الجامعة وجدت أنّ تعليم الصينيّة إلى جانب الإسبانيّة والإيطاليّة، ضروريّ نظراً إلى التقدم الذي أحرزته الصين في الفترة الأخيرة، وخصوصاً أنّ بعض الشركات الكبيرة ترسل الموظفين فيها الى الصين، وبالتالي تعلّم الصينيّة يبقي الطلاب مستعدين للمستقبل».
وفي نهاية الصفّ، يلقي الطلاب تحية الوداع بالقول «Zaijian».