صيدا ــ خالد الغربي
تقوم المنظمات الطالبية والشبابية اللبنانية المعارضة بسلسلة تحركات احتجاجية تدين مؤتمر «أنابوليس» ومشاركة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة فيه. وكانت المنظمات قد أرجأت المهرجان الخطابي الذي كان مقرراً أمس إلى الواحدة من بعد ظهر اليوم في المدينة الجامعية في الحدث


تسعى المنظمات الطالبية والشبابية المعارضة في الجنوب إلى «تشحيم» ماكينتها واستعادة لياقتها، لمواجهة الاستحقاقات المقبلة والإبقاء على «الجهوزية» بعد فترة نقاهة اكتفت خلالها هذه القوى بتنظيم بعض النشاطات المتفرقة وإعطاء الدور المركزي على حساب «المناطق».
وقد «حمّس» مؤتمر أنابوليس المنظمات التي تداعت إلى اجتماع في مركز معروف سعد الثقافي لمواكبة التطورات. وحضر الاجتماع ممثلون عن حزب الله وحركة أمل والتنظيم الشعبي الناصري وحركة الشبيبة الديموقراطية وطلاب الحزب الديموقراطي الشعبي، والحزب السوري القومي الاجتماعي والبعث. وأشارت مصادر المجتمعين إلى أنّه لم يُدعَ قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني لأنّ الحزب لا يريد أن يُصنّف في دائرة محددة ولا نريد إحراجه مع «التأكيد لأفضل العلاقات والمساحة المشتركة الواسعة التي تربطنا مع الشيوعي». كذلك تخلفت حركة الشعب عن الحضور انسجاماً مع موقفها الذي أعلنه النائب السابق نجاح واكيم بعد الانتخابات الفرعية في بيروت.
ولفت مسؤول قطاع الشباب والطلاب في التنظيم الشعبي الناصري جمال الغربي إلى أن الاجتماع يأتي في إطار تعزيز التنسيق بين القوى الطالبية المعارضة، وأنّ ثمة أفكاراً وخطوات ستناقش من أجل التوصل إلى صيغة عمل تؤطر الجهود، وأن المعارضة الطالبية في الجنوب ستظهر في جسم واحد وموحد، بحيث ستناقش كيفية مقاربة الملفات الشبابية والوطنية والمطلبية، وتحدث الغربي عن تحركات مستقبلية مدروسة ستأخذ في الاعتبار الوحدة الوطنية والسلم والاستقرار.
ودان المجتمعون «مؤتمر أنابوليس ومشاركة حكومة فؤاد السنيورة الفاقدة للشرعية»، ورأوا أن «حضور الأنظمة العربية يأتي في إطار استدراجها للتطبيع الكامل مع العدو الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة للاجئين، وأن المؤتمر هو مناسبة لمن يمارس سياسة الانبطاح والخنوع من الأنظمة العربية للتوسل لدى الإدارة الأميركية المتغطرسة لإبقائهم في سدة الحكم».
ودعا ممثلو المنظمات الشبابية والطالبية لأوسع مشاركة في اللقاء الاحتجاجي الذي سيُقام عند العاشرة والنصف من قبل ظهر غد الخميس في باحة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية في صيدا.
ويمثّل الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية المؤلف من كليات الحقوق والعلوم السياسية والآداب ومعهد العلوم الاجتماعية أرضاً خصبة لعمل المنظمات الشبابية وتنوّع التمثيل الطالبي مع أرجحية لقوى المعارضة بالنظر إلى العمق الجنوبي، وحضور وازن لقوى الموالاة يرتكز على بعض طلاب صيدا وإقليم الخروب، وهناك حضور لافت للجسم الطالبي للموالاة في المعهد التكنولوجي وكلية الصحة.
من جهة ثانية، أفادت مراسلة الأخبار في البقاع نيبال حايك أنّ طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــــ الفرع الرابع نفّذوا اعتصاماً في باحة الكلية رفعوا خلاله الأعلام اللبنانية، واللافتات المنددة بالولايات المتحدة ومؤتمر أنابوليس. وشارك في الاعتصام عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب كامل الرفاعي وقادة من أحزاب المعارضة وممثلو القوى الطالبية المعارضة.
ويُعدّ الاعتصام الذي دعت إليه التعبئة التربوية في حزب الله الأول من نوعه في العام الجامعي الجاري في البقاع، وباكورة النشاطات الطالبية ذات الطابع السياسي التي بدأت تعدّ لها القوى الطالبية المعارضة. وقالت المصادر الطالبية إن هناك سلسلة أفكار لتحركات سياسية وطالبية في كليات الجامعة اللبنانية في البقاع.
وبالعودة إلى الاعتصام الطالبي، انتقد الرفاعي إرسال الحكومة اللبنانية وفداً إلى مؤتمر أنابوليس، مشيراً إلى أنّ مشاركة لبنان إلى جانب شهود الزور من الحكومات العربية تحمل علامة استفهام وتعجّب كبيرة عن مشاركة الحكومة غير الشرعية في هذا المؤتمر.
ثم تحدث الطالب طارق الضيقه باسم مجلس طلاب الفرع الرابع في الكلية، منتقداً السياسة الأميركية الداعمة لإسرائيل، ودعا عضو قيادة حزب الاتحاد في البقاع خلدون أيوب الطلاب إلى التكاتف لمواجهة الحكومة غير الشرعية.
على صعيد آخر، نظمت الجبهة الديموقراطية والقوى الطالبية اعتصاماً جماهيرياً أمام المركز الثقافي الفلسطيني في سعدنايل ـــــ البقاع الأوسط رفضاً لمؤتمر أنابوليس.