كيف تدعم شبكة الإنترنت التعليم والتعلّم؟ ما هو وضع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المكتبات المدرسية اللبنانية؟ هل يتوافر في المؤسسات التربوية الإداريون والفنيون المتخصصون والشروط الأساسية لإنشاء قواعد بيانات للمكتبات وزيادة المصادر الرقمية على الإنترنت والاستفادة منها على نحو أفضل؟أسئلة تحاول ورشة عمل «الإنترنت والوسائط الرقمية في مكتبات المدارس» الإجابة عنها عبر تدريب وتنمية قدرات العاملين في المكتبات المدرسية ومهاراتهم. وكان مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت قد افتتح الورشة أمس بالتعاون مع معهد غوته وجمعية المكتبات اللبنانية والجمعية اللبنانية لكتب الأولاد، وتستمر حتى يوم غدٍ الخميس.
ويشارك في الورشة عدد من العاملين المتخصصين في مديرية الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسات تربوية في لبنان. وأوضح مسؤول قطاع الاتصال والمعلومات في مكتب اليونسكو الإقليمي جورج عواد أنّ «الورشة تندرج في إطار الدعم الفني الذي نقدمه لتفعيل عمل المكتبات على الصعيدين المدرسي والعام».
غير أن رئيس لجنة مكتبة المدارس المركزية في ألمانيا كورت كرون بدا غير مُلِمّ بالواقع اللبناني على صعيد الإنترنت والتعليم، فاكتفى بتقديم نماذج ومفاهيم في ألمانيا، متسائلاً عما إذا كانت هناك إمكانية لتطبيقها في لبنان.
وتحدث كرون عن أن الموقف السلبي للأساتذة حيال تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدارس الألمانية منذ عام 1988، لا يزال موجوداً حتى الآن، ومع ذلك لم يعد هناك وجود للأوراق، فكل المعلومات في المدرسة باتت ترسل على البريد الإلكتروني، وترتبط المكتبة والمختبر بربط شبكي (وايرلس)، إضافة إلى شبكة «الإنترانت» الداخلية.
وعن تعليم الكومبيوتر وتطبيقاته، أوضح كرون أنّ هناك عدداً من البرامج تقدم تدريباً جيداً في الرياضيات والعلوم، وقد تفي الاختبارات الوهمية على الإنترنت بالغرض وتحل محل الاختبارات الحسية، لكن برامج التدريب لا تنفع، بحسب كرون، في اللغات لأنّ هذه الأخيرة تتطلب حواراً بين الأستاذ والطالب، ولا يمكن تعليمها بواسطة الإنترنت. ودعا كرون إلى أهمية استخدام مختبر الصف لا المكتبة، مع ضرورة توفير جهاز كومبيوتر لكل طالب أو طالبيْن حداً أقصى.
وكي لا يخسر الأستاذ دوره المركزي، شدد كرون على أهمية تحديد الوقت والمواد التي يجب على مجموعات عمل الطلاب استخدامها.
وطالب كرون بالمحافظة على مرونة المكتبات ووضع أجهزة الكومبيوتر بالقرب من الأجنحة المخصصة للكتب كي يسهل على الطالب الوصول إليها، إضافة إلى وضع المراجع في زاوية واحدة. وهنا يقول كرون: «يجب أن يعي الطلاب أنّ الكومبيوتر ليس أفضل من الكتب، والعكس صحيح».
ورداً على سؤال عن تراجع دور أمين المكتبة، رأى كرون أنّ أمين المكتبة ليس أستاذاً خارقاً يملك المعرفة في كل المجالات، وبالتالي فهو يحتاج إلى متخصص فني وتقني إلى جانبه.
وتتطرق الورشة إلى الإنترنت وشبكات الاتصال في مكتبات المدارس في لبنان ونظام الفهرسة في اليونسكو وتطبيق الوسائل في مكتبات المدارس الرسمية في لبنان.
(الأخبار)