ثائر غندور
قبل أن ينتهي مؤتمر أنابوليس نشرت الوكالة الوطنيّة للإعلام أول من أمس في المفكرة خبراً مفاده أن مفتي الجمهورية محمد رشيد قبّاني سيجتمع بشخصيّة مهمّة. وهكذا اجتمع المفتي صباح أمس بقائد الجيش العماد ميشال سليمان، الذي لم يلبث أن جال على العديد من المسؤولين اللبنانيين. واكب عدد من نوّاب الموالاة هذه الجولة بإعلانهم الموافقة على تعديل الدستور في سبيل انتخاب سليمان رئيساً للجمهوريّة.
بدوره، يرى مصدر معارض أن هذا الموقف ليس بالجدّية الكافية ويضعه في سياق إحراج العماد ميشال عون.
يتحدّث وزير السياحة جو سركيس عن همسات بين الوزراء، تلاقي الجو الإعلامي والسياسي، في الموافقة على تعديل الدستور. ويرى أن كلّ الأطراف تبحث في التعديل، «لأننا لم نعد نستطيع الاستمرار بدون رئيس». ويتحدّث عن ضغوط داخليّة، كذلك فإن الفراغ لم يعد مقبولاً مسيحياً. ويؤكّد أن مجلس الوزراء لن يكون «حجر عثرة» في وجه الحلّ، غامزاً من قناة استعداد مجلس الوزراء للموافقة على تعديل الدستور رغم موقف السنيورة الشهير الذي أعلن فيه أنه لن يوافق على تعديل الدستور.
ويتحدّث نائب القوّات اللبنانيّة أنطوان زهرا عن اتجاه لتأجيل جلسة يوم الجمعة (وهو ما أكّدته وكالة رويترز). ويقول إن البحث ليس محصوراً في سليمان بل يشمل الاسمين «الصامدين» حتى الآن من لائحة البطريرك الماروني (ميشال إده وروبير غانم)، «وكذلك أسماء من خارج اللائحة» رفض زهرا ذكرها «حتى لا تحترق».
على صعيد موازٍ، يقول أحد نوّاب تيّار المستقبل إنه لا يتم حسم اسم الرئيس العتيد إلّا قبل نصف ساعة من جلسة الانتخاب. وينفي علمه بمضمون المداولات الجارية بين مفاوضي المعارضة والموالاة حول اسم رئيس الحكومة، لكنّه يقول إن النائب سعد الحريري غير مطروح لرئاسة الحكومة «بسبب أشغاله الكثيرة وخصوصاً عملية تحويل تيار المستقبل إلى حزب».
ويشير نائب مستقبلي آخر إلى أن هناك رغبة جديّة عند تيّار المستقبل في انتخاب رئيس جمهوريّة. ويذكر اسمين يعتقد أن حظوظهما بالوصول إلى الرئاسة الثالثة مرتفعة وهما النائب بهيج طبّارة والوزير خالد قبّاني.
على الجانب الآخر، يضع مصدر معارض «دعوة الموالاة الإعلاميّة» إلى تعديل الدستور، في سياق توظيفها لنتائج مؤتمر أنابوليس. ويقول المصدر إن مناداة الموالاة بسليمان «كلام حق يراد به باطل»، مذكّراً بالهجوم الذي شنّته سابقاً عليه لحرقه وعزله. ويعتقد المصدر أن البعض في الأكثريّة ما زال يراهن على تعديل الدستور لإيصال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى الرئاسة، وهناك بعض آخر لا يزال يرى في النصف الزائد واحداً خياراً جديّاً.
ويؤكّد المصدر أن سليمان كان المرشّح رقم 2 عند المعارضة بعد عون، «إذ إنه أقرب إلى المعارضة منه إلى الموالاة». لكنّه يصرّ على أن الموافقة على سليمان يجب أن تمرّ بموافقة عون، لأن المناداة به حالياً تأتي في إطار الردّ على مبادرة عون بجمع المسيحيين حوله، ممّا أحرج مسيحيي السلطة «فحاولوا مواجهته بشخصيّة مسيحيّة قويّة، فلم يجدوا إلّا سليمان».