strong> عفيف دياب
تتجه البلاد نحو مزيد من الانقسام الأفقي والعمودي، ما قد يعيد رسم «خريطة» التحالفات السياسية، وقد تقدم قوى وشخصيات حزبية وسياسية، في الموالاة والمعارضة، على إعادة «انتشار» و«تموضع» انسجاماً مع نفسها أولاً أو استباقاً للتغييرات المحلية والإقليمية والدولية التي قد تحدث في مقبل الأيام ثانياً. ذلك أن تجنيب لبنان الوقوع في فخ الحرب الأهلية «يتطلب الاستعداد للتسويات ومزيداً من التباحث والحوار للخروج من أزمة تتفاقم وتنذر بإدخال البلاد في أتون الحرب الأهلية مرة أخرى، وبالتالي نكون جميعنا قد خسرنا» على حد قول أمين سر حركة اليسار الديموقراطي النائب إلياس عطا الله الذي يرى أن السلم الأهلي في لبنان فوق كل اعتبار.
ويشدد عطا الله في حديث مع «الأخبار» على أهمية الخروج سريعاً من أزمة «الفراغ» في سدة الرئاسة الأولى للجمهورية اللبنانية، و«عدم تعليق شريطنا على خطوط كهرباء التوتر العالي في المنطقة، لأن في الأمر مخاطر جمة، ويؤدي إلى خراب لبنان»، مؤكداً أن المرحلة اليوم «تتطلب أولاً الخروج من الفراغ في الرئاسة الأولى حتى نبعد شبح الخطاب الطائفي والمذهبي».
ويكشف النائب عطا الله أن قوى 14 آذار، «منذ أن وافقت على لائحة مرشحي البطريرك صفير هي على استعداد للقبول بتسوية، حتى إننا قبلنا بالمرشح ميشال إده الذي تم ترهيبه من قوى في المعارضة وحاولت لاحقاً فرضه بالقوة وبصيغة مشوهة. فنحن لم نضع فيتوات على أحد، والنائب سعد الحريري التقى إده وتحاور معه».
ولا يستبعد عطا الله أن تصل «التسوية» إلى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان، و«نحن على استعداد للتسوية، وهذا واقع يمكن أن يترجم قريباً. وقد توصل التسوية سليمان إلى الرئاسة إذا نوقش الموضع بطريقة سليمة وهادئة وألا يكون تعديل الدستور على طريقة المخابرات السورية، أي أن يفرض فرضاً وبالقوة والترهيب، فلا يجوز أن يبقى العماد ميشال عون متمسكاً بموقفه ويوقد النيران ويمارس سياسية تخويف وترهيب الناس من «مشحرته» التي لا تخدم السلم الأهلي في لبنان»، مؤكداً أن «الأجواء إيجابية جداً عند فريق 14 آذار» و«على الفريق الآخر أن يكون أكثر هدوءاً وإيجابية»، مشيراً إلى أن دور الجيش اللبناني منذ عام 2005، وحتى ما بعد حرب نهر البارد «عامل ثقة عزز مكانة الجيش عند اللبنانيين».
«حركة اليسار الديموقراطي» المنضوية في تحالف 14 آذار، التي تقرأ «الأمور» بواقعية، على حد قول عطا الله، يعنيها أولاً «هدوء البلد. فالمسألة اليوم ليست أين موقعنا ومدى انسجامنا مع خطاب طائفي يطلقه بعض من في 14 آذار أو 8 أذار. فما يعنينا اليوم هو انتخاب رئيس للجمهورية وعقد تسوية سريعة ونزع المخاوف من نفوس الناس ومن ثم يصبح الخطاب الإصلاحي ـ العلماني أكثر سمعاً، وبعدها يمكن تشكيل إطار واسع من الإصلاحيين يتجاوز هذا اليسار أو ذاك».