دميت ــ أميمة زهر الدين
على بعد كيلومترين من قريت دميت الشوفية باتجاه نهر دميت، تقع قرية نموذجية على امتداد مساحة طبيعية خضراء لم يشوّهها الزحف المدني الذي أصاب القرية الشوفية وحوّلها إلى مركز تجاري يعج بالناس.
صوت انسياب النهر وأصوات الطبيعة تترافق مع المنظر الخلاب للأكواخ المصنوعة من القصب والطين والخشب فيما وقف الإسمنت عند بابها ولم يستطع اجتيازه.
وتشير فاتنة الخطيب صاحبة المشروع خلال جولة لـ«الأخبار» داخل القرية إلى أن الأكواخ صنعت من الطين والقصب وأخرى من الخشب وكلها مجهزة لاستقبال الزوار صيفاً وشتاءً على مدار السنة.
إلى جانب المساحة الخضراء الممتدة حوالى 15000 متر مربع يجري نهر دميت وعلى الجانب الشرقي من الأرض تمتد مساحة زراعية عضوية.
وتفيد الخطيب أن سبب إقامة هذا المشروع يعود إلى توجهها مع ابنتها نحو النظام الغذائي النباتي وخاصة الخضار والمأكولات العضوية. وتضيف «لقد ساعدنا هذا النظام الغذائي على الوقاية من أمراض كثيرة، حيث أثبتت الدراسات أن كمية كبيرة من المواد الكيميائية تتسرب إلى جسم الإنسان بطريقة غير مباشرة من خلال الطعام الذي يقتات به، فلو بقي منها في الجسم 5 في المئة فقط، تخيلوا مقدار الضرر الناتج عنها على صحة الإنساناختارت فاتنة «أن تجعل من أرضها مكاناً لإنتاج الزراعة العضوية الخالية من تلك السموم، وكان البحث شاقاً عن قطعة أرض تستوفي الشروط المطلوبة الى أن وجدت بقعة خلابة في دميت وهكذا بدأ المشروع».
وعن تطور المشروع تقول الخطيب: «بدأت آتي الى هنا مع أفراد عائلتي وبعض الأصدقاء. يوماً بعد يوم وبعد تجهيزنا للمشروع كانت فكرة توسيعه لاستيعاب كل محبي البيئة والطبيعة. وقد عملنا في المشروع على التخفيف من الثلوّث. كل ما نتعامل معه هنا خاضع للشروط البيئية من مسكن وأدوات وطعام الى كل ما يحتاج إليه المرء أثناء وجوده. حتى الطاقة الكهربائية، فقد عملنا على استقدام مولّد كهرباء على الطاقة المائية. كل هذا محاولة للحفاظ على هذه البقعة التي قلَّ مثيلها في لبنان هذه الأيام. هكذا بدأنا وهكذا سنستمر إن شاء الله».
وعن حال القرية في فصل الشتاء أجابت: «نحن هنا صيفاً وشتاءً في العطل الأسبوعية، والأكواخ كلها مجهزة للصيف والشتاء وأبوابنا مفتوحة على مدار السنة».
وبحسب الخطيب فإن هذه القرية هي المكان النموذجي لتتنشق الهواء النقي والاستماع إلى أصوات الطبيعة والتعرف إلى سر العودة الى قرارة نفوسنا وسبب سعادة أجدادنا، فالطبيعة لا تكذب ولا تخدع».