strong> ليال حداد
«إنه قسم لذوي الاحتياجات الخاصة». يصمت الأستاذ في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) علي حمزة ويصحح كلامه: «عفواً إنه قسم لذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة». ضاع منسق القسم في ترجمة العبارة من الإنكليزية إلى العربية، فهو لا يريد أن يحصل لغط في طبيعة القسم.
افتتحت AUST هذا العام قسماً خاصاً بالطلاب الذين يعانون مشاكل في التعليم كالصعوبة القصوى في التركيز، أو عدم القدرة على القراءة (ديسلكسيا)، أو الاثنين معاً وغيرها من الصعوبات. «لا يعاني الطلاب تخلفاً عقلياً أو مشاكل اجتماعية، بل لديهم صعوبات في التعلّم»، يوضح حمزة، مشيراً إلى أنّ عدد الطلاب لهذا الفصل لم يتخط الستة. فالعام الأول هو عام تجريبي للجامعة ومن خلاله سيتمكّن المسؤولون عن القسم من تطويره بحسب حاجات الطلاب. يبدأ الطلاب السنة الأولى بصفوف مشتركة، وينقسمون في السنوات الآتية كل حسب اختصاصه. تشمل الصفوف أربع مواد هي اللغة الإنكليزية، مهارات تنظيمية للدرس (study skills)، المقدمة إلى الفن (introduction to arts)، وعلوم الكومبيوتر (computer sciences). يذكر أن بعض الطلاب يخضعون لعدد من المقررات في صفوف عادية مع بقية طلاب الجامعة.
يشرح حمزة كيفية تعليم المواد للطلاب: «المواد معدّلة ومصممة لهذا النوع من الطلاب، وهو ما يساعدهم على فهمها بشكل أفضل». تخوّل هذه المواد الطلاب الحصول على شهادة في أساسيات الاختصاصات: إدارة الأعمال، والتصميم الفني (graphic design)، «نعلمهم في الجامعة مواد تساعدهم على الدخول إلى سوق العمل بمهارات عملية. نحن ببساطة نركّز على تعليمهم مواد يستفيدون منها في الحياة». يشرف على الطلاب أساتذة من الجامعة لديهم فكرة أو خبرة سابقة عن العمل مع هذا النوع من الطلاب كما أن الجامعة تعمل على تحضيرهم وتطويرهم عبر ورش عمل تدريبية.
ويشمل البرنامج، إضافة إلى المواد التعليمية، نشاطات رياضية وثقافية، فيما يجري تأسيس نادٍ للصحافة خاص بهم. وبعد انتهاء الحصص يبقى الطلاب في الجامعة لإنهاء فروضهم اليومية.
لكن على أي أساس يُصنَّف الطالب؟ يجيب حمزة عن هذا السؤال مفنداً الطريق التي تتبعها الجامعة لتشخيص حالة الطالب، «نطلب أولاً ملفّ الطالب في المدرسة، فالطلاب الذين يعانون من هذه الصعوبات يكون لديهم ملفات خاصة في مدارسهم. ثمّ نطلب تقريراً تشخيصياً من طبيب نفسي».
يدرك حمزة مدى صعوبة التجربة على رغم خبرته الطويلة في هذا المجال مع طلاب المدارس، ومع ذلك يبقى الألم كبيراً لديه بإمكان تحقيق شيء مميز على هذا الصعيد، «القانون اللبناني، يفرض أن يكون الطلاب ذوو الحاجات التعليمية الخاصة، مندمجين في سوق العمل، لكن لا توعية في لبنان، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه من خلال القسم الجديد»، ويضيف: «الطلاب دخلوا إلى الجامعة وهذا وحده إنجاز، كما أصبح لهم نظام تعليمي منتظم ومسؤوليات عليهم مراعاتها».