149;عون يوافق على ترشيح سليمان وجنبلاط يقلّل من أهمّية العقبات الدستوريّة
تأجيل جلسة الانتخاب أسبوعاً وبرّي ينتظر الإجماع حول قائد الجيش وضع النائب ميشال عون الموالاة أمام اختبار تأكيد جدية ترشيحها قائد الجيش العماد ميشال سليمان إلى رئاسة الجمهورية، وخصوصاً أنه لم يصدر أي بيان رسمي عنها بهذا الصدد فضلًا عن تضارب مواقف بعض رموزها من مسألة تعديل الدستور
حتى ساعة متأخّرة من ليل أمس، كانت المساعي مستمرّة لتذليل العقبات أمام التوافق على الاستحقاق الرئاسي التي يبدو أنها ستتواصل لعدة أيام، وخصوصاً بعد ترشيح بعض رموز الأكثرية قائد الجيش العماد ميشال سليمان لهذا المنصب، الأمر الذي حتّم على رئيس المجلس النيابي نبيه بري تأجيل الجلسة النيابية التي كانت مقرّرة اليوم إلى الجمعة المقبل لاستكمال التشاور، إضافة إلى البحث في آليات التعديل الدستوري.
ويبدو أنّ الكرة عادت إلى ملعب الموالاة في هذا الشأن بعد إعلان رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون موافقته على ترشيح قائد الجيش، وفق مبادرته، بعد إزالة العوائق الدستورية التي تحول دون وصوله إلى الرئاسة.
وقال عون بعد ترؤسه الاجتماع الأسبوعي لكتلته أمس: «لو قبلوا مبادرتي، لكان العماد سليمان أحد الأسماء الممكن طرحها، لكن عندما رُفضت المبادرة وحمّلوها عللاً دستورية، طبعًا لم يعد ليطرح. لكن العلل الدستورية لا تزال واردة ونتمنى أن يزيلوها من أمامه»، مشيراً إلى أن «هناك مواضيع كثيرة يجب أن تبحث، مثل المادتين 49 و75 ومشكلة الحكومة اللا شرعية وقراراتها، السلطة التشريعية والأحزاب المعنية بهذا الموضوع عليهم أن يبحثوا فيها».
وإذ أعرب عن فرحه بترشيح سليمان، لفت عون إلى «أننا كنّا نسمع أصواتاً شاذة في لبنان تقول بأنها لا تريد رئيساً عسكرياً ولا من جذور عسكرية، لكن ساعة الحقيقة نعود إلى البزة التي يرتديها الشهيد والبطل والقائد».
وأوضح أن تكتّله سيشارك في إزالة العقبات الدستورية مشيراً إلى «أن هناك أموراً كثيرة وضعت في الدستور من أجلي واليوم تلغى من أجلي مثل الفقرة «ي»، وُضعت من أجلي ثم ألغوها من أجلي أيضاً».
وفيما نقل النائب غسان تويني عن الرئيس بري أنه ينتظر الإجماع للسير في تعديل الدستور ، برز موقف لافت لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي دعا إلى «تجاوز الدستور والانطلاق نحو ورشة الإعمار والاستقرار» إذا رست الأمور على انتخاب سليمان رئيساً، مقلّلاً من أهمية العقبات الدستورية في هذا الموضوع ومشيراً إلى أنه «لا بد من طريقة لإجراء التعديل الدستوري، وهذا لا يتم إلا عبر الحكومة مجتمعة المتولية لصلاحيات رئيس الجمهورية».
وأعرب جنبلاط بعد استقباله النائب السابق تمام سلام، عن اعتقاده «أننا خرجنا من نفق التوتر والاضطراب نحو الخروج من الأزمة»، لكنّه حذّر من «الخطر الدائم للاغتيالات السياسية». ونفى وجود أي خلاف بين قوى «14 آذار»، مشيراً إلى أن كل ما يُسرّب في هذا السياق هو «شائعات وضبابية إعلامية».

الموالاة تؤكّد جدّية الترشيح

وبالرغم من حماسة بعض رموز 14 آذار لترشيح سليمان، بقي الغموض يغلف هذا الطرح. إذ بينما أكد عضو «كتلة المستقبل» النائب عمّار حوري أن «هذا التوجه يعبّر عن شريحة عريضة، سواء في كتلة المستقبل أو في 14آذار»، نفى عضو الكتلة المذكورة النائب سمير الجسر أن يكون طرح أحد نواب الكتلة أنه لا يمانع في حال التوافق على العماد سليمان، هو نفسه موقف «كتلة المستقبل» الذي يتّخذ بالمشاركة مع قوى 14 آذار، مشدّداً على أن خيار الانتخاب بـ«النصف زائداً واحداً» لم يتم إسقاطه.
في المقابل، أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن موضوع تعديل الدستور هو موضوع تشاور جدي، نافياً أن يكون قد قال في السابق إنه يقطع يده ولا يوقع على تعديل الدستور، ووصف هذا الكلام بأنه مدسوس.
بدوره، نفى وزير الاتصالات مروان حمادة وجود أي مناورة وراء طرح اسم سليمان مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وقال «لا أحد يناور في موضوع كهذا يتعلق برئاسة الجمهورية وبالجيش وبقائده وبالوسائل الدستورية الآيلة إلى ذلك».
اما رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فجدد بعد لقائه مستشار رئيس الحكومة الدكتور محمد شطح، التأكيد «أن تعديل الدستور صعب، لكن كل شيء مطروح على بساط البحث، ومسألة التعديل الدستوري المطروحة حالياً تنحصر بمصلحة قائد الجيش».
وفيما لم يعلن حزب الله موقفاً نهائياً من ترشيح قائد الجيش، رأى وزير الطاقة والمياه المستقيل محمد فنيش أنه «يجب التمييز بين الموقف الشخصي من العماد سليمان الذي يحظى بكل احترام وتقدير (...) وبين مسألة الاستحقاق الرئاسي»، مشيراً إلى «أن موقفنا واضح وهو أن أي توافق ينبغي أن يكون المدخل إليه التفاهم مع التيار الوطني الحر والعماد ميشال عون. أما مسألة تعديل الدستور، ففيها إشكالية كبيرة»، متسائلًا «هل هناك جدية في طرح العماد سليمان ليكون مرشحاً توافقياً من جاتب الفريق الآخر أم هي مناورة ومحاولة إيجاد نوع من الشرخ في صفوف المسيحيين ومحاولة لعب ورقة الجيش في مواجهة وضع سياسي معيّن بدأ الجنرال عون يعمل عليه».
ووسط هذه التطورات لم يغب السفير الاميركي عن المشهد السياسي الذي واكبه بحركة دبلوماسية كثيفة، حيث أعلن فيلتمان بعد زيارته معراب أنه نقل إلى جعجع «أمل الولايات المتحدة الاميركية ملء الفراغ في أسرع وقت ممكن»، مؤكداً أن واشنطن ستدعم رئيساً منتخباً من البرلمان اللبناني. ورأى أنّ مسألة تعديل الدستور تعود إلى اللبنانيين. وزار فيلتمان الرئيس السنيورة والبطريرك الماروني نصر الله صفير والرئيس نجيب ميقاتي.
بدوره، أعرب السفير السعودي عبد العزيز خوجة بعد لقائه الرئيس بري دعم بلاده لترشيح العماد سليمان إذا تم التوافق عليه رئيساً.

سجال عون والمر حول الشارع

في مجال آخر استمرّ السجال بالواسطة بين العماد عون وعضو كتلته النائب ميشال المر حول التحركات الشعبية في الشارع. فقد أعلن عون تحركاً من هذا النوع يبدأ نهاية الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أنّ نتائج نقاشات الرابية ستعلن بعد غد الأحد. وردّاً على سؤال عن استبعاد المر أيّ تحرك شعبي، رأى عون «أن الأمر بسيط، كل من لا يريد المشاركة في التحرك الشعبي فليسحب شعبيّته من الساحة».
وردّ المر على عون بعد لقائه القائم بالأعمال الفرنسي اندريه باران قائلاً: «الجنرال عون يعرف أن شعبيتي هي القاعدة الانتخابية في المتن، وهذه الشعبية كانت معه في الانتخابات وهي ليست شعبية تظاهرات بل شعبية الأصوات في صناديق الاقتراع».
على صعيد آخر، وصل إلى بيروت وزير خارجية كوريا الجنوبية مينسون سونغ الذي التقى السنيورة وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة، بالإضافة إلى عمل القوة الكورية المشاركة في إطار قوات اليونيفيل.