strong> كمال شعيتو
بشعار «نسيم يلاحق العواصف وعذابات ضحايا التعذيب ويرشدهم إلى الطريق لفصل جديد»، افتتحت الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان وحركة سوليدا، بدعم من السفارة الهولندية في لبنان، «مركز نسيم لتأهيل ضحايا التعذيب في لبنان». وقد حضر الافتتاح سفيرا هولندا وإيطاليا في لبنان وممثلون عن مفوضية اللاجئين وعدد من المنظمات وجمعيات حقوق الإنسان الأهلية والدولية.
وألقى السفير الهولندي روبرت زلتدنراست كلمة عبّر فيها عن ضرورة احترام حقوق الإنسان، مشيراً إلى عدم احترامها من قبل العديد من دول العالم. وأكد زلتدنراست ضرورة اتباع لبنان القوانين الدولية في هذا المجال، ولا سيما اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، «إذ إن افتتاح المركز دليل على بقاء هذه التعذيبات». وعبّر السفير الهولندي عن فخر بلاده بتعاونها مع سوليدا والجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان، الذي أدى إلى افتتاح مركز نسيم، آملاً في الوقت عينه «عدم ظهور ضحايا جدد، وبالتالي لن تكون هناك حاجة إلى مركز نسيم».
من جهته، قال مدير حركة سوليدا وديع الأسمر إن فكرة المركز وُلدت عام 1998 مع خروج أول دفعة من المعتقلين في السجون السورية، وتبلورت الفكرة عملياً بدءاً من عام 2005. ورأى الأسمر أن المركز «هو نقطة في بحر ما يُقدّم لهؤلاء الضحايا، والمركز هو إجابة من عدة إجابات عن سؤال لأحد المعتقلين المحررين: ليش طلعتونا من الحبس طالما ما عم تساعدونا؟». وإذ ركز الأسمر على دور المركز في دمج الضحايا بالمجتمع وإعادة حقوقهم وتوظيفهم داخل شركات ومؤسسات عدة، تمنى «إغلاق المركز بسرعة كما قال سعادة السفير، ولكن لتحقيق ذلك لا بد للدولة من أن تؤدي دورها أو ألا يظهر بدلاً من حالة التعذيب الواحدة حالتان».
مركز نسيم هو مركز لضحايا التعذيب ولمعالجة جروحهم الجسدية والنفسية الناجمة من التعذيب في مؤسسات الدولة أو القوى الموجودة حالياً. ويعطي المركز الأولوية لضحايا التعذيب في مراكز الحجز الشرعية وغير الشرعية. ويهدف مركز نسيم والقيمون عليه إلى تسهيل إعادة تأهيل ودمج ضحايا التعذيب اجتماعياً من خلال برنامج متكامل يشرف عليه فريق من الاختصاصيّين كأطباء نفسيين ومعالجين فيزيائيين وأطباء صحة عامة، إضافة إلى عدد من العاملين الاجتماعيين والمرشدين المهنيين، ويضم المركز غرفة خاصة بالاستشارات القانونية. وفيما يحتضن نسيم 10 حالات لضحايا معذبين، فإنه يستقبل المواطنين اللبنانيين الذين عُذبوا في دول أخرى (أهمها اسرائيل وسوريا) وأي ضحية للتعذيب مقيمة في لبنان، بغض النظر عن مكان التعذيب. أضف إليهم ضحايا التعذيب السوريين وعوائل المفقودين.
وفي إطار رفع مستوى الأداء والكفاءات، يقوم المركز بالتنسيق والتعاون مع مؤسسات أخرى في لبنان والخارج، ويتلقى التدريب من مؤسسات دولية معترف بها، ولا سيما مع «مركز بريمو ليفي في باريس Primo Levi Centre» الذي ينظّم دورات تدريبية لفريق المركز. ويقدم المجلس الاستشاري للمركز، الذي يضم شخصيات رئيسية في المجتمع المدني اللبناني والمؤسسات الطبية، التوجيهات الضرورية والرقابة النوعية للفريق.