أشار تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع لعام 2007، الصادر عن منظمة اليونسكو، إلى تحسّن نتائج الخطة المتّبعة لـ«التعليم للجميع»، إذ لفت التقرير إلى تزايد عدد الأطفال الذين بدأوا، منذ عام 2000، بالالتحاق بالتعليم الابتدائي، إضافةً إلى ارتفاع عدد الفتيات في المدارس. وعلى الرغم من النقاط الإيجابية التي لحظها التقرير، إلا أنه حدد في المقابل، مسائل عدة يمكن أن تهدّد تطبيق «التعليم للجميع»، بحلول عام 2015، ومنها رداءة المستوى التعليمي وارتفاع كلفته ومراوحة مستويات أمية الكبار، إضافة إلى الوصول إلى الأشخاص الأكثر ضعفاً وحرماناً، وتحسين شروط التعلم، وزيادة المساعدة للتعليم.ويظهر التقرير أنّ الالتحاق بالتعليم الابتدائي ارتفع بنسبة 36 في المئة في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، وبنسبة 22 في المئة في جنوب آسيا وغربها بين عامي 1999 و2005. وأشار التقرير إلى أنّ هذه البلدان أقدمت على زيادة إنفاقها على التعليم، فسجّل ازدياد الإنفاق الحكومي على التعليم بأكثر من نسبة خمسة في المئة سنوياً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وآسيا الجنوبية والغربية. أما على المستوى العالمي، فانخفض بحدة عدد الأطفال غير المسجلين في المدرسة، من 96 إلى 72 مليوناً في عام 2005.
وبين عامي 1999 و2005، نجح 17 بلداً إضافياً في تحقيق المساواة بين الصبيان والفتيات في الالتحاق بالتعليم الابتدائي، فيما حقق 19 بلداً المساواة بين الجنسين في التعليم الثانوي. وفي النتيجة، حُققت المساواة بين الجنسين في التعليم في 63 في المئة من البلدان في المرحلة الابتدائية، وفي 37 في المئة في المرحلة الثانوية في عام 2005.
رغم هذا التحسن، ما زال الطريق طويلاً، إذ أظهر مؤشر تنمية التعليم للجميع، الذي جرى احتسابه لـ129 بلداً، أن 25 بلداً ما زالت بعيدة عن تحقيق التعليم للجميع. وعلاوة على ذلك، وبالاستناد إلى التقديرات المستنتجة من الاتجاهات الحالية، فإن 58 من أصل 86 بلداً لم تحقق حتى الآن تعميم التعليم الابتدائي، ولن تنجح في تحقيقه بحلول عام 2015.
وفي ما يتعلق بالعوائق التي تواجه «التعليم للجميع»، أوضح التقرير أنّ التكاليف المدرسية لا تزال تحدّ من إمكان الانتفاع بالتعليم، إضافةً إلى رداءة التعليم التي باتت تشكل مشكلة عالمية بدأت تسترعي انتباهاً متنامياً على صعيد السياسات التعليمية.
من جهة ثانية، فإن أقل من 63 في المئة من التلامذة بلغوا الدرجة الأخيرة من التعليم الابتدائي في 17 بلداً توافرت بيانات بشأنها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الغربية، في حين أن أقل من 80 في المئة في نصف عدد بلدان آسيا الجنوبية والغربية وصلوا إلى هذه الدرجة.
وللاستجابة إلى ارتفاع نسب الالتحاق، تجد معظم المناطق النامية نفسها مضطرة لتوظيف معلمين جدد. كما أن العالم سيحتاج إلى أكثر من 18 مليون معلم إضافي في التعليم الابتدائي بحلول عام 2015. وستكون كل من أفريقيا ومناطق آسيا عموماً بحاجة إلى حوالى أربعة ملايين معلم جديد في المرحلة الابتدائية.
وأبدى واضعو التقرير أسفاً لتشديد الحكومات الوطنية والجهات المانحة على التعليم الابتدائي النظامي على حساب برامج مرحلة الطفولة المبكرة ومحو أمية الكبار، باعتبار أن تلك البرامج تترك أثراً مباشراً على تعميم التعليم الابتدائي وتحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم، والتخفيف من الفقر.
واستنتج التقرير أن الحكومات تهمل مسألة محو أمية الكبار: فما زال 774 مليون شخص عبر العالم، أي حوالى شخص من أصل خمسة أشخاص، يفتقرون إلى المهارات الأساسية في مجال محو الأمية. ويعيش أكثر من ثلاثة أرباعهم في 15 بلداً فقط. ولا تزال النساء يمثلن 64 في المئة من الكبار غير المتعلمين عبر العالم. وبالاستناد إلى الاتجاهات الحالية، فإن 72 من أصل 101 بلد أعِدَّت تقديرات بشأنها لن تنجح في الحد إلى النصف من نسب محو أمية الكبار بحلول عام 2015.