لم تنتظر الجامعة الأنطونية كباقي الجامعات استحقاق رئاسة الجمهورية واستقرار الأوضاع السياسية لتحدد موعد انتخاباتها الطلابية، بل قررت إجراءها يومي الثلاثاء والأربعاء المقبليْن، ولا سيما أنّ التجارب السابقة أثبتت، بحسب الأمين العام للجامعة الأب فادي فاضل، قدرة الطلاب على تجاوز الحساسيات والتركيز في برامجهم الانتخابية على القضايا الأكاديمية والنشاطات الثقافية والاجتماعية.في المقلب الآخر، تستعد القوى الطلابية للمعركة الانتخابية التي تشهد التنافس الاعتيادي بين تحالف التيار الوطني الحر وأصدقاء المقاومة من جهة، وتحالف القوات والكتائب والأحرار والمستقبل والاشتراكي من جهة ثانية، وإن كانت القوى لا تنفي الجو الأكاديمي الذي تحدث عنه فاضل.
ويختار الطلاب هذا العام 11 مندوباً في الهيئة الطلابية، بدلاً من 10 مندوبين، بعدما باتت كلية الهندسة تتمثل بمندوبيْن اثنين، لتجاوز عدد طلابها 200طالب. وبالمناسبة، تبقى «الهندسة» التي تجري انتخاباتها الأربعاء، الكلية التي تشهد أم المعارك، وإن كانت حسابات القوى الانتخابية (pointages) متقاربة في الكليات الأخرى، نظراً للجهود التي يبذلها الطرفان على صعيد استقطاب الطلاب المستقلين. يذكر أنّ قوى 14 آذار هي التي فازت العام الماضي في الانتخابات.
وكانت الإدارة قد حددت في القانون الانتخابي شروطاً أكاديمية ومسلكية للترشيح. فالمرشح يجب أن يكون ناجحاً في كل المواد، وأن لا يكون قد تلقّى إنذاراً قبل سنتين على الأقل. وجديد هذا العام، اشتراط النجاح في كلية الهندسة بثمانية أرصدة (credits) على الأكثر.
ويلفت فاضل في هذا الإطار إلى أنّ «العمل في الشأن العام يستوجب من الطالب وقتاً وتضحيات، ونحن لا نريد أن يكون ذلك على حساب التحصيل التعليمي. فالأولوية هي للدراسة»، مشيراً إلى «أننا لا نميّز بين الطلاب ونترك لهم مواكبة تفاصيل العملية الانتخابية».
أما القوى الطلابية، فقد فوجئت بالتحديد السريع لموعد الانتخابات، إذ لم يتسن لها القيام بالاستعدادات الكافية، وإنّ كان البعض بدأ يحضر للاستحقاق منذ الصيف الماضي.
ويُبدي أنصار التيار الوطني الحر ارتياحهم للأجواء التحضيرية، وخصوصاً أنّ الطابع الأكاديمي يطغى هذا العام، والتدخلات الخارجية أقل من السنة الماضية. لكنهم أسفوا لعدم قبول بعض مرشحيهم في كلية الهندسة بسبب علاماتهم.
في المقابل، توقع أنصار «14 آذار» إجراء الانتخابات بعد الانتخابات الرئاسية، «لكننا جاهزون، واستعداداتنا تجري على قدم وساق».
(الأخبار)