فداء عيتاني
تشبه الطوائف اللبنانية أطفالاً يشتبكون في خلاف على كرسي. الكرسي لدى الأطفال هو واحد من مجموعة تضمها لعبة الكراسي الموسيقية. ولكن شجار الأطفال لا يتعدى الصراخ والبكاء، فيما صراع الطوائف على ثلاثة كراسي ينتهي بغزوات قبلية، بحسب ما يقول النائب وليد جنبلاط في وثائقي «حرب لبنان»، حين يفيد السائل عن الحرب بـ«هم غزوا ونحن غزونا».
في كل مرّة تمارس الطوائف اللبنانية لعبة الكراسي، تبكي إحدى الطوائف، وقد تصاب بإحباط، وتنذر بالويل، «وقد أعذر من أنذر»، كما تقول مجالس المطارنة. وفي كل مرة تلعب الطوائف لعبتها، علينا أن نتوقّع خروج المسيحيّين من السلطة، وإعادة إدخالهم إليها برجل قويّ يتنكّب النجوم ورأسه شامخ أعلاها.
رئيس قوي هو مطلب الإعلام اليوم، قوي إلى الحد الذي لم يعلم فيه أنّ «القاعدة» تغلغلت في جسد البلد، إلى الحد الذي لم يفهم من تقاريره الأمنيّة أنّ «فتح الإسلام» تتنقّل بين المناطق اللبنانية.
من كان يحفظ الأمن حين اجتاحت البلاد موجة التفجيرات؟ فؤاد شهاب؟ وكم طلقة أطلقت من مخازنه في حرب تموز؟