لا يخفي مقرّبون من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي هواجسه المتأتية من تطورات دولية لها انعكاساتها الكبيرة على الوضع الإقليمي، سيكون للبنان «حصة» الأسد منها إذا استمر «الوضع الداخلي على حاله ولم نصل الى تسوية تنقذ البلاد من ارتدادات التطورات الدولية والإقليمية». ويقول هؤلاء إن «الساحة اللبنانية أصبحت ملعباً كبيراً ومباحاً لكل القوى الدولية والإقليمية التي استفادت من الخلافات السياسية المحلية ومما نجم منها من توترات طائفية ومذهبية سمحت لهذه القوى بوضع يدها على مفاصل كثيرة من الحياة السياسية المحلية، وأصبحت نوعاً ما هي التي تدير اللعبة المحلية وفق مصالحها وأهدافها البعيدة المدى أو الآنية».ويكشف المقرّبون من جنبلاط أن «مؤتمر أنابوليس ليس سوى نسخة منقّحة عن مؤتمر كامب دايفيد الذي صنع سلاماً هشّاً بين مصر واسرائيل دفع لبنان فاتورته من أمنه واستقراره وتدمير بنيته الاقتصادية والاجتماعية».
ويضيفون أن النائب جنبلاط «أمعن جيداً في قراءة خلفيات الدعوة الأميركية لعقد مؤتمر أنابوليس وما سينجم منه من إعادة رسم خريطة سياسية جديدة في الشرق الأوسط قد تقلب الأمور رأساً على عقب».
ويوضحون أن قراءة جنبلاط واستشرافه للتطورات المقبلة هما اللذان «أوجبا عليه بعث رسائل سياسية إيجابية الى أطراف لبنانية داخلية هي على عداء وخلاف سياسي كبير معه».
وأوضح المقربون من النائب جنبلاط أن لبنان، ومن نتائج كامب دايفيد، دفع فاتورة و«هو لا يريد اليوم أن تتكرر التجربة ويُسمح للخارج القريب أو البعيد بالتدخل مرة أخرى في لبنان والاستفادة من نتائج مؤتمر أنابوليس، ولا سيما أن التقاطعات في المصالح الأميركية ـــــ السورية موجودة بقوة وقد تعيد واشنطن تكليف دمشق بالملف اللبناني».
ويضيفون «أن الولايات المتحدة ساهمت بشكل أو بآخر في إفشال المبادرة الفرنسية الهادفة الى تحقيق توافق لبناني، وقد لمس ذلك جنبلاط الذي قبل بتسوية سياسية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية بالإجماع الوطني لا بالنصف زائداً واحداً».
ويبدي المقربون من رئيس اللقاء الديموقراطي أسفهم لـ«عدم مبادرة الطرف الآخر، ولا سيما حزب الله، إلى تلقف موقف جنبلاط والعمل على تفاهم ينقذ البلاد من أزمة الفراغ الرئاسي». ويؤكدون أن «لا مانع عند النائب جنبلاط من التحدث مع الآخر وإحداث التفاهم الذي يرضي الجميع، ولكن الطرف الآخر، على ما يبدو، عنده الكثير من الأمور والارتباطات الخارجية التي تمنعه من إحداث التفاهم مع جنبلاط وفريق 14 آذار». ويوضح المقربون أن «الرئيس نبيه بري قرأ جيداً مواقف جنبلاط الأخيرة ورأى فيها تحولاً إيجابياً يساهم في إبعاد شبح الشر المستطير».
ع. د.