149; البطريركية المارونية تهاجم برّي ومصادره تستغـرب «استنسابيّة» واضعي البيان
مع بدء الأسبوع الثاني للفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، وصلت كلمة السر الأميركية بمباركة تعديل الدستور مع إشادة لافتة بـ«معجزة» وحدة الجيش، تعزّزت بظهور إشارات محلية وخارجية على تبدّل المزاج من التشاؤم إلى الأمل

فيما تتجه الأنظار إلى الموقفين الرسميين للموالاة والمعارضة من مسألة ترئيس قائد الجيش العماد ميشال سليمان، بادر رئيس هيئة تحديث القوانين المرشح الرئاسي روبير غانم إلى دعوة الهيئة إلى اجتماع يوم الإثنين للبحث في آلية تعديل الدستور، في أول خطوة عملية تشير إلى جدية الطرح.
وإذا كان مصدر في الهيئة قد أوضح لـ«الأخبار» أن رأي الهيئة استشاري وغير ملزم، وأن اجتماعها مقدمة لطرح الموضوع على لجنة الإدارة والعدل، بدا أمس أن الآراء «الملزمة» بدأت بالظهور تباعاً، وأولها من السفير الأميركي جيفري فيلتمان الذي رأى أن التعديل الدستوري «يختلف عمّا كان عليه عام 2004 حيث فرضت سوريا تعديلاً على البرلمان في لبنان»، آملاً أن «ينظر اللبنانيون إلى التعديل بحرية وأن يأخذوا الدستور على محمل الجد لأنه تم التلاعب به مرات عدة»، وقال إنه «لا يتوقع من الرئيس العتيد أن يعمد إلى نزع سلاح «حزب الله».
وقال في مؤتمر صحافي إن قائد الجيش «يدرك تماماً موقف الأمم المتحدة من المحكمة الدولية وقراراتها، وتمت مناقشتها معه». وإذ تحدث عن «انقسام» في معظم المؤسسات، أشاد بمؤسسة الجيش «التي شكلت بوحدتها معجزة في هذا البلد، وهي تحظى باحترام جميع اللبنانيين».
وقال إن بلاده ستدعم الرئيس المنتخب من غالبية النواب الذين «يتصرفون بلا ضغط خارجي ونؤمن أنهم لن ينتخبوا شخصاً لا يلتزم سيادة لبنان وديموقراطيته واستقلاله». وأردف «على سوريا احترام ديموقراطية اللبنانيين والتوقف عن سلوكها المدمر في لبنان».
ونقل النائب مروان فارس عن السفير السعودي عبد العزيز خوجة، ثناءه على جهود جميع الأفرقاء في الموالاة وفي المعارضة لانتخاب سليمان رئيساً، وأشاد بالمواصفات التي تؤهله «لمواجهة كل الاحتمالات الخطيرة التي تتهدد منطقة الشرق الأوسط في المرحلة المقبلة والتي قد لا تكون بعيدة عن لبنان، مما يجعل من انتخابه ضمانة لجميع اللبنانيين». ونفى خوجة وجود أي مناورة «من أي طرف وبخاصة في الأكثرية».
ومن جنوب فرنسا، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي عن تفاؤله بالنسبة إلى الوضع اللبناني، وقال «هناك تطورات تبدو إيجابية». وأمل أن تتمكن «اليونيفيل» من مراقبة الحدود مع سوريا «لتمنع دخول الأسلحة».
كذلك أكد الرئيس المصري حسني مبارك في اتصال مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، دعم «الخطوات التي تؤدي إلى استعادة لبنان استقراره وعافيته»، ودعم اللبنانيين «في تجاوز هذه المرحلة بسلام».

السنيورة لموافقة كلّ الأفرقاء على التعديل

من جهته، دعا السنيورة في حديث صحافي، إلى أخذ طرح اسم سليمان للرئاسة «على محمل الجد»، معلناً درس تعديل الدستور «بجدية قصوى»، وقال إن التعددية في لبنان تتطلب موافقة مختلف الأفرقاء على ذلك.
وقال على صعيد آخر إن الـ1701 «لم يأت بتاتاً على ذكر مسألة نزع سلاح حزب الله»، معتبراً أن هذا الأمر يكون «بالإقناع لا بالقوة». وأردف «نحن لن نستخدم القوة بحقهم ولا نتوقع منهم استخدام القوة ضد مواطنيهم»، وانتقد الحزب لأنه عوض عن تركيزه على مزارع شبعا «حوّل تركيزه إلى الساحة الداخلية، ما جعله يغرق أكثر فأكثر في الرمال اللبنانية المتحركة». ووضع اتهام حكومته بأنها تُدار من الغرب في إطار «ذهنية توتاليتارية وأفكار لا نعترف بها».
والتقى السنيورة أمس السفير البابوي لويجي غاتي، وترأس مساءً اجتماعاً وزارياً لمناقشة التطورات.
و«انسجاماً» مع هذه التطورات، نما أمس بشكل قياسي عدد المؤيدين لترئيس سليمان، الذي استقبل سفيري إسبانيا ميغيل بينوزا بيريا وإيطاليا غبريال كيكيا، وزار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، مستغرباً إخافة الناس أمنياً «فالاستحقاق مرّ ولم يحصل أي شيء»، وقال «الجميع يريد الأمن والاستقرار»، و«اللبنانيون برهنوا أنهم أفضل شعب».
وقد أعلن وزير الزراعة طلال الساحلي أن المعارضة لن تكون «حجر عثرة أمام أي توافق حقيقي». وقال إنه في حال حصول التوافق فإن جلسة مجلس النواب تصبح «تحصيل حاصل، وبقية الأمور تفاصيل تقنية يمكن معالجتها بأسهل ما يمكن».

سجال على خط بكركي ـ عين التينةوفي عتب على «توريطها» في التسمية ثم التراجع، عزت بكركي قبولها بإعداد لائحة المرشحين إلى خشيتها من «أن ينسب إلينا تدهور الأوضاع إذا تدهورت»، و«بعدما كان أحد المسؤولين يردد أنه وراء البطريرك في ما خص ذكر الأسماء، وآخر يقول إنه ينتظر لائحة الأسماء»، وكشفت أنه بعد تسليم اللائحة هناك من طالب بإعطاء لائحة ثانية أو إضافة اسم جديد إلى القديمة.
وذكّرت بتسميتها 5 أشخاص «بناءً على طلب مسؤولين أميركيين» عام 1988، وأن اللائحة الأخيرة جاءت بطلب من مسؤولين فرنسيين وبتعهد بأن يؤخذ اسم منها. واعتبرت أن «ارتهان بعض اللبنانيين إلى هذه أو تلك من البلدان أو القوى السياسية الخارجية، جعلهم أسرى مواقفهم، وشل ما لهم من قدرات، وجعلهم، أدروا أم لم يدروا، مرتبطين بسواهم في ما يتخذون من مواقف، ويعلنون عنه من قرارات».
وبينما رفض بري أمام زواره التعليق على البيان، قائلاً لسائليه بأنه «لم يطّلع» عليه، وصفت مصادر مطلعة على موقفه، الموقف البطريركي بأنه يؤثر سلباً على العمل الجاري على مستويات عدة من أجل تأمين انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية بعد إجراء التعديل اللازم الذي تلقّى بري في شأنه أمس مجموعة من الأفكار والتصورات التي يمكن البناء عليها لتحقيقه.
وقالت هذه المصادر إن واضعي البيان تحاشوا الرد على النائب سعد الحريري الذي تفرد بالإعلان عن ترشيح سليمان من خلال عضو كتلته النائب عمار حوري من دون استشارة بكركي وحلفائه في 14 آذار، كما تحاشوا الرد على موقف العماد ميشال عون، وأرتأوا التصويب على بري في محاولة لإقامة «ربط نزاع» معه و«لكنه لن يرد على هذا البيان».

مشاورات الرابية وبداية التحرّك غداً؟

وفي الرابية، استقبل عون وفداً من الحزب السوري القومي الاجتماعي. ونقل عنه النائب السابق غسان الأشقر أنه طمأنهم الى تأييده لترشيح سليمان «على أن تذلل العقبات الدستورية». كما التقى عدداً من السياسيين والنقابيين والاقتصاديين والمفكرين.
وتعقيباً على تأييد ترشيح سليمان، أوضح مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل، أن الأولوية المطلقة للرئاسة هي عون نفسه، وسليمان الخيار الثاني إنما «من ضمن مبادرة عون» التي قال إنها «متكاملة لا تتجزأ».
وفيما تتجه الأنظار عصر اليوم، إلى احتفال المعارضة بمرور عام على الاعتصام في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، والكلمات التي ستلقى خلاله، برز في دعوة التيار الوطني إلى ناشطيه للمشاركة الفعالة في هذا الاحتفال، اعتبار أن هذا التحرك «سيكون نقطة انطلاق لتحركات مستقبلية تصب في الخانة نفسها والأهداف الوطنية ذاتها، حتى تحقيقها».
على صعيد آخر، وفي موقف غير مباشر من مؤتمر أنابوليس، قال مندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة نواف سلام، في كلمة أمام الجمعية العامة: «لا نريد اليوم عملية سلام جديدة تأخذنا إلى متاهات من التأجيل والتسويف سبق أن خبرناها، بل خطوات فعلية تسمح أخيراً بقيام السلام العادل والشامل»، مشدداً على وجوب الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها الجولان والأراضي اللبنانية وإطلاق الأسرى اللبنانيين.
أمنياً، انفجر سلك صاعق لقنبلة يدوية في «تل العرب» قرب أنفة في الكورة، بينما كان شاب يلهو به، ما أحدث دوياً قوياً أشاع رعباً بين الأهالي.